للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند شعبة في أول ما أتيته فحدث بحديث فتطاول غُنْدَر فنظر إليه. فقال: فقدتك، قد سمع حديثي كله وهو يتطاول لهذا.

قال يعقوب: وسمعتُ بعض أصحاب الحديث يقول لسُليمان بن حرب: قال عبد الرحمن بن مَهْدي في حديث لشُعبة اختلفوا فيه: كيف قال غُنْدَر؟ قال سُليمان: يا مغفل، كان عبد الرحمن أنكد من أن يقول هذا، إنما قال: كيف في كتاب غُنْدَر. قال سُليمان: إن غُنْدرًا كان يقول: سمعتُ حديث شُعبة وقرأت عليه. قال سُليمان: كان حديث كتابه صحيحًا، فأما هو. كأنه أومأ به. كان لا يعقل هذا الأمر.

وقال يعقوب: قلتُ لمحمد بن المثنى: كيف لم تكتب كتب غُنْدَر عن شعبة على الوجه؟ فقال: يا أبا يوسف، كان غُنْدرٌ مُغَفَّلًا، فكنت أطلب منه الكتاب فيقول لي: إنك قد سمعت هذا الكتاب ولكنك ليس تدري. قال: فكنتُ أكره أن أُماريه لحال أصحاب الحديث خوفًا من أن يقال لي بعد قد قال غُنْدَر أنك لا تعقل. قال: ففاتني لهذا المعنى. "المعرفة والتاريخ" ٢/ ١٥٦ و ١٥٧.

وقال أيضًا: حدثني الفضل. قال: سمعتُ أبا عبد الله يقول: سمعتُ غُنْدرًا يقول: لزمتُ شُعبة عشرين سنة لم أكتب فيها عن أحد غيره.

قال: وسمعته يقول: كنتُ أسمع منه الحديث فأكتبه ثم آتيه به فأعرضه عليه. قال أبو عبد الله (يعني أحمد بن حَنْبَل): ولا أظن هذا كان منه إلا من بلادته.

قال الفضل: وسألتُ أبا عبد الله: من تُقَدِّمُ من أصحاب شُعبة؟ فقال: أما في العدد والكثرة فَغُنْدَر، قال: صُحبتُهُ عشرين سنة، ولكن كان يحيى بن سعيد أثبت، وكان غُنْدَر صحيحَ الكتاب ولم يكن في كتبه تلك الأخبار. "المعرفة والتاريخ"٢/ ٢٠١ و ٢٠٢.

وقال يعقوب أيضًا: حدثني محمد بن عبد الرحيم. قال: سمعتُ عليًّا قال: قال لي يحيى: قيل لمحمد بن جعفر: فضحت شُعبة في هذه الأحاديث الرديئة. "المعرفة والتاريخ" ٢/ ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>