قال الله جل وعلا:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ}[البقرة:١٤٦] أي: النبي صلى الله عليه وسلم {كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}[البقرة:١٤٦]، قوله جل وعلا:(أبناءهم) قرينة على أن المقصود معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لما شاع من ذكره عليه الصلاة والسلام في الكتب المتقدمة.
{وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ}[البقرة:١٤٦] أي: من أهل الكتاب {لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[البقرة:١٤٦] الحق من ربك، وظاهر الأمر عندي أن الحق هنا المقصود به أن القبلة التي أمرناك باتباعها هي الحق، والدليل عليها أن الله قال:{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}[البقرة:١٤٧]؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشك في نفسه، وإنما الخطاب هنا زيادة في التأكيد؛ لأن الموضوع كان كبيراً جداً كما بينه الله.