قوله تعالى:((وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ)) أصل الفعل (طعم)، والفعل أحد أنواع الكلم الثلاث: الاسم والفعل والحرف، والفعل ينقسم باعتبارات، فالمبتدأ يعلم أن الفعل مضارع وماض وأمر، ولكن هذا الجواب محدود.
فالفعل يمكن أن نقسمه من حيث الزمن إلى ماض وحاضر ومستقبل، ومن حيث الصيغة ينقسم إلى ماضٍ ومضارع وأمر، ومن حيث التأكيد ينقسم إلى مؤكد وغير مؤكد، ومن حيث الإثبات والنفي ينقسم إلى منفي ومثبت، ومن حيث الصحة والاعتلال ينقسم إلى صحيح ومعتل، وحروف العلة ثلاثة الألف والواو والياء، ومن حيث العمل ينقسم إلى عامل ومكفوف، والمكفوف هو الذي تدخل عليه (ما)، ولا تدخل إلا على فعل أو فعلين، كـ (طالما)، فكلمة (طالما) فعل، ولكن لا فاعل له؛ لأن (ما) كفته عن العمل.
ومن حيث الإعراب والبناء ينقسم إلى معرب ومبني والنحاة يقولون: إن المضارع هو وحده المعرب والأمر والماضي مبنيان، والمضارع يبنونه في حالتين: إذا اتصلت به نون التوكيد ثقيلة أو خفيفة، وإذا اتصلت به النون النسوة، فإذا اتصلت به نون النسوة يبنونه على السكون، كقوله تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ}[البقرة:٢٣٣]، وإذا اتصلت به نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة بنوه على الفتح، وأحياناً تنقلب نون التوكيد إلى تنوين في الرسم الإملائي في القرآن فقط، ومنه قول الله تعالى:{لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ}[العلق:١٥] فأصله نون وليس تنويناً؛ لأن التنوين من خصائص الأسماء ولا يدخل على الأفعال.
وينقسم الفعل من حيث كونه مجرداً ومزيداً إلى مجرد ومزيد مجرد ثلاثي ومجرد رباعي، ومزيد ثلاثي ومزيد رباعي.
فهذه بعض أقسام الفعل حررناها عاجلاً؛ لأن الإنسان إذا فقه هذا يستطيع بعد ذلك أن يتعامل مع هذه الآية في فهم كلام الله.