فنجم عن هذا كله أن التقليد والاتباع من غير دليل أمر منبوذ شرعاً كما دل عليه قول الله جل وعلا، {وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}[الزخرف:٢٢]، الأمة هنا هي الطريقة والمسلك الذي يسيرون عليه، والهدي الذي كان عليه آباؤهم، وكلمة أمة جاءت في القرآن على معانٍ عدة، لكن عرفنا المراد هنا من السياق، قال الله جل وعلا:{وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ}[هود:٨] أي: إلى أجل وزمن، وقال الله جل وعلا:{وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ}[القصص:٢٣] أي: جماعة، قال بعضهم: دون الرجال، {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ}[فاطر:٢٤]، أي: جماعة، فيدخل فيها الرجال والنساء، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}[النحل:١٢٠] أي: رجلاً جامعاً لصفات الخير.