قال الله تعالى:{إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ}[البقرة:١٦٩] أسلوب حصر {بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ}[البقرة:١٦٩]، فلا يأمر الشيطان بشيء فيه نفع لنا البتة.
ولهذا قال الله:{إِنَّمَا}[البقرة:١٦٩] أسلوب حصر {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[البقرة:١٦٩]، ولم يذكر الله هنا ما القول على الله بلا علم الذي دعانا إليه الشيطان، لكن جاء بيانها في آيات أخر أعظمها أن الشيطان دعاهم إلى أن يفتروا ويزعموا الله الولد، وأن يحرموا ما أحل الله لهم من الطيبات كما قالوا:{خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا}[الأنعام:١٣٩] إلى غير ذلك مما حرموه، ونسبوه إلى الله جلا وعلا افتراء عليه، ذلك الذي لقنهم الشيطان إياه فهو مندرج في بيان قول الله جلا وعلا:{وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[البقرة:١٦٩].