تفسير قوله تعالى:(ومن يعش عند ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين)
ثم قال الله:{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[الزخرف:٣٦]، (يعش) هنا جملة شرطية بمعنى يعرض ويصد، وجواب الشرط (نقيض) أي: نهيئ، وهو فعل مستقى من اسم جامد، وأصل التقييض ذلك الذي يحيط بغشاء مخ البيضة.
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ}[الزخرف:٣٦ - ٣٧] أي: الشياطين، {لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ}[الزخرف:٣٧] عن الهدى، {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}[الزخرف:٣٧]، وهذا قمة البلاء، فإن قال قائل: ألا يكون هذا عذراً لهم أنهم تأولوا على جهل؟ يقال في الجواب عن هذا: لا يعد هذا عذراً؛ لأن جهلهم هنا بسبب إعراضهم عن ذكر الله.