تفسير قوله تعالى:(لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً)
وأما الآداب الناجمة عن الحدث فقد جاء تفصيلها بعد أن ذكر الله الحدث جملة وبين أن الأصل فيه أنه خير للناس، فقال جل ذكره:{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا}[النور:١٢].
وكلمة (أنفس) هنا دلالة على أن المجتمع المسلم مجتمع واحد، وهذه طريقة القرآن كما قال تعالى:{وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ}[الحجرات:١١]، {اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}[النساء:٦٦].
وقوله تعالى:{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا}[النور:١٢] هذا الذي وقع من أبي أيوب الأنصاري.
وإذا كان الإنسان أصلاً يظن بنفسه الخير، فكيف الظن بأم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها؟! قال تعالى:{وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}[النور:١٢].
أي: كان الواجب أن يقال: إن هذا إفك واضح ظاهر بين، لا أن يخاض فيه.