ثم قال ربنا:{وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ}[النور:٦٠] وهنا جملة تكتب بماء الذهب، وهي أنه إذا كان الاستعفاف قد ورد في حق القواعد فما عسى أن يقال في حق الكواعب.
قال ربنا جل جلاله:{وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[النور:٦٠] يعلم ما تكنه الصدور، ويسمع خفيات الأصوات جل جلاله، فإن كانت المرأة أرادت بذلك غير ما شرعه الله لها، فلن يخفى ذلك على رب العزة والجلال.
فهذه آيات الاستئذان المتشابهة التي تتابعت في سورة النور، وهي -من حيث الإجمال- تبين حرص الإسلام على الحياة الاجتماعية، وتنظيم سير الحياة فيها، وما جاء في الإسلام من الحرص على حفظ العورات وسترها، وتحديد ذلك، وبيان الطرائق المثلى في الأمور التي يحصل بها الستر والعفاف.