للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلا قط كان أجبن من رجل كان معنا وكانت معه ابنته، فلما غشينا ألقاها إلينا وهرب عنها وعنا ولا رأينا رجلا قط كان أكرم من رجل كان معنا، ما نعرفه ولا يعرفنا، لما غشينا قاتل دوننا حتى صرع بيننا، وهو رزين بن المتوكل البكري وكان بعد ذلك يزورنا ويواصلنا ثم إنه هلك في إمارة الحجاج، فكانت ورثته الأعراب، وكان من العباد الصالحين.

قال هشام بن مُحَمَّد- وذكره عن أبي مخنف- قال: حدثني أبي، عن عمه أن مصعب بن الزبير كان بعث أبا بكر بن مخنف على إستان العال، فلما قدم الحارث بن أبي ربيعة أقصاه، ثم أقره بعد ذلك على عمله السنة الثانية، فلما قدمت الخوارج المدائن سرحوا إليه عصابة منهم، عليها صالح بن مخراق، فلقيه بالكرخ فقاتله ساعة، ثم تنازلوا فنزل أبو بكر ونزلت الخوارج، فقتل أبو بكر ويسار مولاه وعبد الرحمن بن أبي جعال، ورجل من قومه، وانهزم سائر أصحابه، فقال سراقة بن مرداس البارقي في بطن من الأزد:

ألا يا لقومي للهموم الطوارق ... وللحدث الجائي بإحدى الصفائق

ومقتل غطريف كريم نجاره ... من المقدمين الذائدين الأصادق

أتاني دوين الخيف قتل ابن مخنف ... وقد غورت أولى النجوم الخوافق

فقلت: تلقاك الإله برحمة ... وصلى عليك الله رب المشارق

لحا الله قوما عردوا عنك بكرة ... ولم يصبروا للامعات البوارق

تولوا فأجلوا بالضحى عن زعيمنا ... وسيدنا في المأزق المتضايق

فأنت متى ما جئتنا في بيوتنا ... سمعت عويلا من عوان وعاتق

<<  <  ج: ص:  >  >>