للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما مثل منصوريك: منصور هاشم ... ومنصور قحطان إذا عد مفخر

فمن ذا الذي يرمي بسهميك في العلا ... وعبد مناف والداك وحمير

قَالَ: فتغنت بهذه الأبيات جارية بين يدي محمد، فقال لها: لمن الأبيات؟ فقيل له: لأبي نواس، فقال: وما فعل؟ فقيل له: محبوس، فقال: ليس عليه بأس قَالَ: فبعث إليه إسحاق بْن فراشة وسعيد بْن جابر أخا محمد من الرضاعة، فقالا: إن أمير المؤمنين ذكرك البارحة فقال:

ليس عليه بأس، فقال أبياتا، وبعث بها إليه، وهي هذه الأبيات:

أرقت وطار عن عيني النعاس ... ونام السامرون ولم يؤاسوا

أمين الله قد ملكت ملكا ... عليك من التقى فيه لباس

ووجهك يستهل ندى فيحيا ... به في كل ناحية أناس

كأن الخلق في تمثال روح ... له جسد وأنت عليه راس

أمين الله إن السجن بأس ... وقد أرسلت: ليس عليك باس

فلما أنشده قَالَ: صدق، علي به، فجيء به في الليل، فكسرت قيوده، وأخرج حتى أدخل عليه، فأنشأ يقول:

مرحبا مرحبا بخير إمام ... صيغ من جوهر الخلافة نحتا

يا أمين الإله يكلؤك الله ... مقيما وظاعنا حيث سرتا

إنما الأرض كلها لك دار ... فلك الله صاحب حيث كنتا

<<  <  ج: ص:  >  >>