بِأَشْيَاءَ أَسْأَلُكَ عَنْهَا! قَالَ: سَلْ عَنْكَ- وَكَانَ النبي ص قَبْلَ ذَلِكَ يَقُولُ لِلسَّائِلِ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ، وَعَمَّا بَدَا لَكَ، فَقَالَ لِلْعَامِرِيِّ يَوْمَئِذٍ: سَلْ عَنْكَ، لأَنَّهَا لُغَةُ بَنِي عَامِرٍ، فَكَلَّمَهُ بِمَا علم- فقال له العامري: [أخبرني يا بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَا يَزِيدُ فِي الْعِلْمِ؟ قَالَ: التَّعَلُّمُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي مَا يَدُلُّ عَلَى الْعِلْمِ؟ قال النبي ص: السُّؤَالُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي مَاذَا يَزِيدُ فِي الشَّرِّ؟ قَالَ: التَّمَادِي، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي هَلْ يَنْفَعُ الْبِرُّ بَعْدَ الْفُجُورِ؟
قَالَ: نَعَمْ،] [التَّوْبَةُ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ، والحسنات يذهبن السيئات،] و [إذا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ عِنْدَ الرَّخَاءِ، أَغَاثَهُ عِنْدَ البلاء] [، قال العامري: وكيف ذلك يا بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: لا وَعِزَّتِي وَجَلالِي، لا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ، وَلا أَجْمَعُ لَهُ أَبَدًا خَوْفَيْنِ، إِنْ هُوَ خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمِنَنِي يَوْمَ أَجْمَعُ فِيهِ عِبَادِي عِنْدِي فِي حَظِيرَةِ الْفِرْدَوْسِ، فَيَدُومُ لَهُ أَمْنُهُ، وَلا أَمْحَقُهُ فِيمَنْ أَمْحَقُ، وَإِنْ هُوَ أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا خَافَنِي يَوْمَ أَجْمَعُ فِيهِ عِبَادِي لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، فَيَدُومُ لَهُ خَوْفُهُ، قال: يا بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخْبِرْنِي إِلامَ تَدْعُو؟ قَالَ: أَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَخْلَعَ الأَنْدَادَ، وَتَكْفُرَ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ مِنَ اللَّهِ مِنْ كِتَابٍ أَوْ رَسُولٍ، وَتُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ، وَتَصُومَ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ، وَتُؤَدِّيَ زَكَاةَ مَالِكَ، يُطَهِّرُكَ اللَّهُ بِهَا وَيَطِيبُ لَكَ مَالُكَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِذَا وَجَدْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا، وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَتُؤْمِنَ بِالْمَوْتِ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْجَنَّةِ، وَالنَّارِ قَالَ: يا بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا لِي؟ قال النبي ص: «جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى» قال: يا بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، هَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ؟ فَإِنَّهُ يُعْجِبُنِي الْوَطَاءَةُ مِنَ الْعَيْشِ! قَالَ النبي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute