للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَمْنَع ما تقدَّم وجوبُه (١) .

الشرح

النص على العلة: نحو قوله (٢) : العلة كذا (٣) أو فعلْتُه (٤) لأجل كذا، فهذا نصٌّ في التعليل.

والفاء تدخل على المعلول (٥) نحو ما تقدَّم (٦) ، فإن الجَلْد معلول الزنا، وتدخل (٧) على العلة نحو قوله عليه الصلاة والسلام ((لا تمِسُّوه بطيبٍ فإنه يُبعث يوم القيامة مُحْرِماً)) (٨) فالإحرام هو (٩) علة المنع من الطيب. ومعنى قول الإمام فخر الدين:

((سواء كان مناسباً أو لا)) : يشير إلى أن المناسبة مستقِلَّة بالدلالة على العليَّة (١٠) ، وكذلك الترتيب (١١) ، فإن القائل لو قال: أكْرِمِ الجُهَّال وأهِنِ العلماء، أنكر السامعون هذا القول وعابوه، ومدرك الاستقباح أنهم فهموا أنه جعل الجهل علة الإكرام والعلم علة الإهانة، وليس لهم مستند في اعتقاد التعليل إلا ترتيب الحكم على الوصف لا


(١) عبر ابن قدامة عن هذا النوع الخامس من أنواع الإيماء بقوله: ((أن يذكر في سياق الكلام شيئاً لو لم يُعلل به صار الكلام غير منتظم)) روضة الناظر ٣ / ٨٤٥، وانظر: المعتمد ٢ / ٢٥٤، بذل النظر ص ٦١٩، المحصول للرازي ٥ / ١٥٤، الإحكام للآمدي ٣ / ٢٦٠، التوضيح لحلولو ص ٣٣٩.
(٢) ساقطة من ق.
(٣) هذا على سبيل التقدير والفَرْض، ومثله أيضاً: الموجب كذا، والسبب كذا، والأصوليون لم يجدوا لها أمثلة في الكتاب والسنة. والله أعلم. انظر: نشر البنود ٢ / ١٩٤.
(٤) ساقطة من ق.
(٥) في س: ((المعلق)) وهو تحريف.
(٦) كما في المتن في قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا} [النور: ٢] .
(٧) ساقطة من ق وفي س: ((ويدخل)) وهي صحيحة، لأن التذكير على معنى الحرف، والتأنيث على معنى الكلمة، والتأنيث أرجح. انظر: المذكر والمؤنث للأنباري ص ٤٤٩.
(٨) قطعة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الرجل المحرم الذي وقصته دابته، أخرجه البخاري
(١٢٦٧) ، ومسلم (١٢٠٦) ، وسياق المصنف هنا هو لفظ النسائي في سننه الصغرى (١٩٠٣) .
(٩) ساقطة من ق.
(١٠) في س: ((العلة)) .
(١١) في ن: ((الرتيب)) وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>