للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما النحو والتصريف واللغة: فلأن الحكم يتبع الإعراب، كما قال عليه الصلاة والسلام ((ما تركنا صدقةٌ)) (١)

بالرَّفْع (٢) ، فرواه الرافضة بالنَّصْب (٣) أي لا يُورث

ما تركناه (٤) وَقْفاً، ومفهومه: أنهم يُورَثون في غيره. وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام ((اقتدوا باللَّذَيْن من بعدي أبي (٥) بكر وعمر)) (٦)


(١) أما اشتراط المعرفة بعلم المنطق على المجتهد، فمن العلماء من أنكره، لأن أفضل هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين عرفوا ما يجب عليهم ويُكمِّل علمهم دون حاجة إلى منطق اليونان. انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٩/١٧٢، جامع الأسرار للكاكي ٤/١٠٧٢، الرد على من أخلد إلى الأرض للسيوطي ص (١٥٣) . لكن حاول الطوفي أن يوازن بين الفريقين، فانظر كلامه في: شرح مختصر الروضة ٣/٥٨٣
(
) رواه البخاري (٤٠٣٣، ٦٧٢٧) ، ومسلم (١٧٥٩) بلفظ: ((لا نُوْرث، ما تركنا صدقةٌ)) والحديث من رواية ثلاثةَ عشر صحابياً بينهم ثمانية من العشرة المبشَّرين بالجنة، ولهذا عدَّه السيوطي من الأحاديث المتواترة. انظر: قَطْف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ص (٢٧٣) وانظر: نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني ص ٢٢٧
(٢) على أن ((صدقة)) خبرٌ مبتدؤه "ما" الموصولة، والمعنى: المتروك عنَّا صدقةٌ. انظر: فتح الباري ١٢/٦، عون المعبود للعظيم أبادي ٨/١٢٩
(٣) فتكون ((صدقة)) حالاً. وممن أشار إلى رواية الرافضة هذه: أبو جعفر أحمد الطبري في كتابة: الرياض النَّضِرة في مناقب العشرة ٢/١٢٦، وابن كثير في: البداية والنهاية ٥/٢٥٤، وابن حجر في: فتح الباري ١٢/٦، والباجي في: المنتقي ٧/٣١٧ - ٣١٨،، وذكر مناظرةً طريفةً بين سُنِّي جاهلٍ بالنحو وإمَامِيٍّ رافضيّ عالمٍ بالنحو، وقد خَصَمه السُّنِّي. وانظر: نفائس الأصول ٩/٣٨٣٤.
(٤) في ق: ((تركناها)) وهو تحريف
(٥) في س، ن: ((أبو)) وهي مطابقة لما جاءت في مسند الإمام أحمد ٥/٣٨٢ والتاريخ الكبير للبخاري ٨/٢٠٩، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٢/٢٤٩.
(٦) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥/٣٨٢، ٣٩٩، ٤٠٢) ، والترمذي (٣٦٦٢) ، وابن ماجة (٩٧) ، وابن حبان في صحيحه بترتيب ابن بلبان ١٥/٣٢٧، والحاكم في مستدركه (٣/٧٥) من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وغيره. قال العقيلي: ((وهذا يروى عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد جيد ثابت)) الضعفاء (٤/٩٤) ، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣/٢٣٣) ، برقم (١٢٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>