١٩٩٨ - وعن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((نِعْمَ سَحورُ المؤْمن التَّمرُ)). رواه أبو داود.
[(٣) باب تنزيه الصوم]
الفصل الأول
١٩٩٩ - عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لم يدَعْ قوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بهِ، فليسَ للهِ حاجةٌ في أنْ يدَعَ طَعامَه وشرابَه)). رواه البخاريُّ.
ــ
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله ((نعم سحور المؤمن التمر)) وإنما مدحه في هذا الوقت؛ لأن في نفس السحور بركة، وتخصيصه بالتمر بركة علي بركة، كما سبق ((إذا أفطر أحدكم فليفطر علي تمر؛ فإنه بركة)) ليكون المبدوء به والمتتهي إليه البركة.
باب تنزيه الصوم
الفصل الأول
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((قول الزور)) الزور: الكذب، والبهتان، والعمل به، أي العمل بمقتضاه من الفواحش، ومما نهي الله عنه. ((قض)): المقصود من إيجاب الصوم وشرعيته، ليس نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات، وإطفاء ثائرة الغضب، وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل له شيء من ذلك، ولم يكن له من صيامه إلا الجوع والعطش، لم يبال الله تعالي بصومه، ولا ينظر إليه نظر قبول. وقوله:((فليس لله حاجه)) مجاز عن عدم الالتفات والقبول، والميل إليه، نفي السبب وأراد نفي المسبب.
((تو)): والمعنى إن الله لا يبالي بعمله ذلك؛ لأنه أمسك عما أبيح له في غير حين الصوم، ولم يمسك عما حرم عليه في سائر الأحايين. وأقول: لما دل قوله تعالي: ((الصوم لي وأنا أجزى به)) علي شدة اختصاص الصوم به من بين سائر العبادات، وأنه مما يبالي ويحتفل به، فرع عليه قوله:((فليس لله حاجة في أن يترك صاحبه الطعام والشراب)) وهو من الاستعارة التمثيلية، شبه حالته عز وجل مع تلك المبالاة والاحتفال بالصوم بحالة من افتقر إلي أمر لا عنى له عنه، ولا يتقوم إلا به، ثم ادخل المشبه في جنس المشبه به، واستعمل في المشبه ما كان مستعملاً في المشبه به من لفظ الحاجة مبالغة، لكمال الاعتناء والاهتمام.
وفي الحديث دليل علي أن الكذب والزور أصل الفواحش، ومعدن المناهي، بل قرين