للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٦) باب ما يقال عند الصباح والمساء والمنام]

الفصل الأول

٢٣٨١ - وعن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: ((أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وما فيها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، وسوء الكبر،

ــ

من السابقين المقربين، وقوله: ((كلهم في الجنة)) إيذان بأن قوله:} جنات عدن يدخلونها {استئناف علي تقدير سؤال سائل: ما لهؤلاء المصطفين الحائزين للفضل الكثير علي الثواب؟ فأجيب:} جنات عدن يدخلونها {.ويطابق هذا التفسير قولهم:} إن ربنا لغفور شكور {أي كثير الغفران للظالم لنفسه، وكثير الشكر للإثابة للسابق، وليس ببدل من} الفضل الكبير {المعني به السبق بالخيرات، كما زعم صاحب الكشاف، وأخرج الظالم والمقتصد من هذا العام، ومن ((الفضل الكبير والجنات))،وقد استقصينا القول فيه في فتوح الغيب.

باب ما يقول عن الصباح والمساء والمنام

الفصل الأول

الحديث الأول عن عبد الله: قوله: ((والحمدلله)) ((مظ)): عطف علي ((أمسينا وأمسى الملك لله)) وأمسى إذا دخل في المساء، وأمسى إذا صار، يعني دخلنا في المساء، وصرنا نحن، وجميع الملك، وجميع الحمدلله. أقول: الظاهر أنه عطف علي قوله: ((الملك لله)) ويدل عليه قوله بعد: ((له الملك وله الحمد) وقوله: ((وأمسى الملك لله)) حال من ((أمسينا)) إذا قلنا: أنه فعل تام، ومعطوف علي ((أمسينا)) إذا قلنا: إنه ناقص، والخبر محذوف لدلالة الثاني عليه، والواو فيه كما في قول الحماسي: فأمسى وهو عريان. قال أبو البقاء: ((أمسى)) هاهنا الناقصة، والجملة بعدها خبر لها. فإن قلت: خبر كان مثل خبر المبتدأ لا يجوز أن تدخل عليه الواو، قيل: الواو إنما دخلت في خبر كان؛ لأن اسم كان يشبه الفاعل، وخبرها يشبه الحال. وقوله: ((ولا إله إلا الله)) عطف علي ((الحمدلله)) علي تأويل، و ((أمسى)) الفردإنية والوحدإنية مختصين بالله.

فإن قلت: ما معنى ((أمسى الملك لله)) والملك له أبدا، وكذلك الحمد؟ قلت هو بيان حال القائل، أي عرفنا أن الملك والحمد لله لا لغيره. فالتجأنا إليه، واستعنا به، وخصصناه بالعبادة

<<  <  ج: ص:  >  >>