٥٩٧٧ - وعن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:((إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينيه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره)) رواه مسلم.
٥٩٧٨ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم لا يراني، ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم)) رواه مسلم.
[كتاب المناقب]
[(١) باب مناقب قريش وذكر القبائل]
ــ
الكشاف- وهو وجه لطيف قوله ((ما تركناه صدقة)) جملة مستأنفة، كأنه لما قيل: لا نورث. فقيل: ما تفعلون بتركتكم؟ فأجيب: ما تركناه صدقة.
قال المالكي:((ما)) في قوله: ((ما تركناه صدقة)) موصولة مبتدأ، وتركناه صلته، والعائد محذوف، وصدقة خبر.
وروي:((صدقة)) بالنصب، فالتقدير: ما تركنا مبذول صدقة، فحذف الخبر وبقي الحال كالعوض منه، ونظيره:{ونحن عصبة} بالنصب وقد تقدم بيانه في باب السجود من هذا الكتاب مستقصي.
((مح)) والحكمة في أن الأنبياء لا يوروثون أنه لا يؤمن أن يكون في الورثة من يتمنى موته فيهلك، ولئلا يظن بهم الرغبة في الدنيا، فيهلك الظان وينفر الناس عنهم.
الحديث الخامس والسادس عن أبي موسى رضي الله عنه:
قوله:((وسلفاً بين يديها)) ((نه)): قيل: سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح.
باب مناقب قريش وذكر القبائل
((غب)): المنقبة طريق منفذ في الجبل، واستعير للفعل الكريم إما لكونه تأثيراً له، أو لكونه منهجاً في رفعة.