٢٤٥٥ - وعن أبي سعيد الخدري، قال: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله! هل من شيء نقوله؟ فقد بلغت القلوب الحناجر. قال:((نعم، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا)). قال: فضرب الله وجوه أعدائه بالريح، [و] هزَم اللهُ بالريح. رواه أحمد. [٢٤٥٥]
٢٤٥٦ - وعن بريدة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل السوق قال: ((بسم الله، اللهم إني أسألك خير هذه السوق، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها صفقةً خاسرةً)). رواه البيهقي في ((الدعوات الكبير)). [٢٤٥٦]
[(٨) باب الاستعاذة]
الفصل الأول
٢٤٥٧ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء)). متفق عليه.
ــ
الحديث الرابع إلي السادس عن أبي سعيد رضي الله عنه: قوله: ((فقد بلغت القلوب الحناجر)) كناية عن شدة الأمر وبلوغه غايته. وقوله:((فهزم الله بالريح)) الظاهر يقتضي أن يقال: فانهزموا بها، فوضع المظهر موضع المضمر؛ ليدل به علي أن الريح كانت سبباً مستقلاً لهزمهم، كقوله تعالي:{فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا علي الذين ظلموا رجزاً} يدل ((عليهم)) ليشعر بأن ظلمهم كان سبباً لإنزال الرجز، وأقحم لفظة ((الله))؛ ليدل به علي قوة ذلك السبب.
الحديث السابع عن بريدة رضي الله عنه: قوله: ((هذه السوق)) الجوهري: السوق يذكر ويؤنث. قوله:((صفقة)) ((نه)): الصفق في الأسواق التبايع، فإن المتبايعين يضع أحدهما يده في يد الآخر، وهي المرة من التصفيق باليدين، ووصف الصفقة بالخاسرة من الإسناد المجازي؛ لأن صاحبها خاسر بالحقيقة.
باب الاستعادة
العوذ الالتجاء إلي الغير، والتعلق به، يقال: عاذ فلان بفلان، ومنه قوله {أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}.