للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الرقاق]

الفصل الأول

٥١٥٥ - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)). رواه البخاري.

ــ

[كتاب الرقاق]

((غب)): الرقة كالدقة لكن الدقة تقال اعتبارا لمراعاة جوانبه، والرقة اعتبارا بعمقه، يقال فلان رقيق القلب وقاسي القلب. ((مظ)): الرقاق جمع رقيق، وهو الذي فيه رقه. سميت هذه الأحاديث رقاقاً؛ لأن في كل حديث من الوعظ والتنبيه ما يجعل القلب رقيقاً، ويحدث في القلب رقة.

الفصل الأول

الحديث الأول عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((نعمتان)). ((غب)): النعمة الحالة الحسنة وبناء النعمة بناء الحالة التي يكون عليها الإنسان كالجلسة. قال الإمام فخر الدين الرازي: النعمة عبارة عن المنفعة المفعولة على جهة الإحسان إلى الغير. ((غب)): الغبن أن تبخص صاحبك في معاملة بينك وبينه من الإخفاء. فإن كان ذلك في مال يقال: غبن فلان، وإن كان في رأي يقال: غبن. الجوهري: الغبن بالتسكين في البيع والتحريك في الرأي. يقال: غبنته في الربيع بالفتح أي خدعته، وقد غبن فهو مغبون، وغبن رأيه بالكسر إذا نقضته، فهو غبين الرأي أي ضعيف الرأي.

أقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا للمكلف بالتاجر الذي له رأس مال، وهو يبيع ويشتري ويطلب من تجارته سلامة رأس المال والربح، فالواجب عليه أن يتحرى فيها من يعامله، ويكون صدوقاً غير مخادع لئلا يغبنه في معاملته. فنعمتا الفراغ والصحة رأس مال المكلف، فينبغي له أن يعامل الله تعالى بالإيمان بالله ورسوله، والمجاهدة مع النفس وأعداء الدين؛ لئلا يغبن ويربح في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم} ويجتنب معاملة الشيطان لشلا يغبن فيضيع رأس ماله مع الربح.

<<  <  ج: ص:  >  >>