للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٦) باب رؤية الله تعالى]

الفصل الأول

٥٦٥٥ - عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنَّكم سترونَ ربَّكم عِيَانًا)) وفي رواية: قال: كنَّا جلوسًا عند رسول صلى الله عليه وسلم، فنظَرَ إلى القمر ليلة البدر فقال: ((إنكم سترون ربَّكم كما ترون هذا القمر لاتضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن

ــ

باب رؤية الله تعالى

الفصل الأول

الحديث الأول عن جرير رضي الله عنه:

قوله: ((عيانًا)) يجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا أو حالًا مؤكدة إما من الفاعل أو المفعول، أي معاينين أو معاينًا.

((حس)): سئل مالك بن أنس عن قوله تعالى: {إلى ربهَا ناظرة} فقيل: قوم يقولون: إلى ثوابه؟.

فقال مالك: كذبوا، وأين هم عن قوله تعالى {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}. [ينظرون إلى الله تعالى يوم القيامة بأعينهم، وقال: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يعير الله الكفار بالحجاب فقال {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}]

((مح)): اعلم أن مذهب أهل الله قاطبة أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلا، وأجمعوا أيضًا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين، وزعمت طوائف من أهل البدع (المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة) أن الله تعالى لايراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلا، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح، تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة.

وأما رؤية الله تعالى في الدنيا فممكنة، ولكن الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين وغيرهم على أنها لاتقع في الدنيا، وحكى الإمام أبو القاسم القشيري في رسالته المعروفة عن أبي بكر بن فورك أنه حكى فيها قولين للإمام أبي الحسن الأشعري، أحدهما وقوعها، والثاني لا تقع.

ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله تعالى في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال

<<  <  ج: ص:  >  >>