فحدثني أن جده حزنا قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:((ما اسمك؟)) قال: اسمي حزن قال: ((بل أنت سهل)) قال: ما أنا بمغير اسما سمانيه أبي. قال ابن المسيب: قما زال فينا الحزونة بعد. رواه البخاري.
٤٧٨٢ - وعن أبي وهب الجشمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة)).رواه أبو داود. [٤٧٨٢]
[(٩) باب البيان والشعر]
الفصل الأول
٤٧٨٣ - عن ابن عمر، قال: قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس
ــ
الحديث الثاني عن أبي وهب قوله:((وأصدقها حارث)) ((حس)):إنما صار الحارث وهمام من أصدق الأسماء من أجل مطابقة الاسم معناه؛ لأن الحارث الكاسب؛ قال: حرث الرجل إذا كسب، قال الله تعالى:} من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه {.وهمام من هممت بالشيء إذا أردته. وما من أحد إلا هو في كسب أو يهم بشيء؛ وإنما صار ((حرب)) و ((مرة)) من المرارة والبشاعة.
أقول: أمرا أولا بالتسمي بأسماء الأنبياء، فرأي فيه نوع تزكية للنفس وتنويها بشأنها، فنزل إلى قوله:((أحب الأسماء إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن)) لأن فيه خضوع واستكانة على ما سبق. ثم نظر إلى أن العبد قد يقصر في العبودية، ولم يتمكن من أدائها فلا يصدق عليه هذا الاسم فنزل إلى قوله:((حارث وهمام)) والله أعلم.
باب البيان والشعر
((نه)) البيان إظهار المعنى المقصود بأبلغ لفظ وهو من الفهم وذكاء القلب، وأصله الكشف والظهور. ((غب)):الشعر معروف وشعرت أصبت الشعر، ومنه استعير شعرت كذا أي علمت علما في الدقة كإصابة الشعر. قيل: وسمي الشاعر شاعرا لفطنته ودقة معرفته، فالشعر في الأصل اسم للعلم الدقيق في قولهم: ليت شعري. وصار في التعارف اسما للموزون المقفي من الكلام، والشاعر للمختص بصناعته.