٥٤٠٨ - عن أبي واقد الليثي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى غزوة حنين مر بشجرة للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم، يقال لهم: ذات أنواط. فقالوا: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى: {اجْعَل لَّنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم)) رواه الترمذي. [٥٤٠٨]
٥٤٠٩ - وعن ابن المسيب، قال: وقعت الفتنة الأولى - يعني مقتل عثمان - فلم يبق من أصحاب بدر أحد، ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني الحرة - فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد، ثم وقعت الفتنة الثالثة فلم ترتفع وبالناس طباخ. رواه البخاري.
[(١) باب الملاحم]
الفصل الأول
٥٤١٠ - عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل
ــ
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أبي واقد: قوله: ((ذات أنواط)). ((نه)): هي جمع نوط وهو مصدر سمي به المنوط وهي هنا اسم شجرة بعينها كانت للمشركين ينوطون بها سلاحهم أي يعلقونه بها ويعكفون حولها فسألوه أن يجعل لهم مثلها، فنهاهم عن ذلك.
الحديث الثاني عن ابن المسيب: قوله: ((يعني الحرة)) ((نه)): الحرة هذه أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة. كانت الوقعة المشهورة في الإسلام أيام يزيد بن معاوية لما انتهب المدينة عسكره من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأمر عليه مسلم بن عقبة المري في ذي الحجة سنة ثلاث وستين بها. وأصل الطباخ القوة والسمن ثم استعمل في غيره. فقيل: فلان لا طباخ له، أي لا عقل له ولا خير عنده، أراد أنها لم تبق في الناس من الصحابة أحداً.
باب الملاحم
((نه)): هي جمع الملحمة وهي الحرب وموضع القتال، مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها، كاشتباك لحمة الثوب بالسدا. وقيل: هو من اللحم لكثرة لحوم القتلى فيها.