للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٦) باب في المعراج]

ــ

باب في المعراج

العروج: هو الذهاب في صعود، قال: {تعرج الملائكة والروح}.

والمعراج: بالكسر شبه السلم مفعال من العروج والصعود كأنه آلة له.

وليلة المعراج سميت لصعود النبي صلى الله عليه وسلم فيها.

مح: قال القاضي عياض: اختلف الناس في الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم:

فقيل: إنما كان جميع ذلك في المنام.

والحق الذي عليه أكثر الناس ومعظم السلف وعامه المتأخرين في الفقهاء والمحدثين والمتكلمين: أنه أسرى بجسده صلى الله عليه وسلم فمن طالعها وبحث عنها فلا يعدل عن ظاهرها إلا بدليل, ولا استحالة في حملها عليه فيحتاج إلى تأويل.

وقيل: ذلك قبل أن يوحى إليه, وهو غلط لم يوافق عليه, فإن الإسراء أقل ما قيل فيه: إنه كان بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر شهرًا.

وقال الحربي: كان ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة.

وقال الزهري: كان ذلك بعد مبعثه بخمس سنين.

وقال ابن إسحاق: أسرى به صلى الله عليه وسلم وقد فشا الإسلام بمكة.

وأشبه هذه الأقوال قول الزهري وابن إسحاق.

وقد أجمعوا على أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء فكيف يكون هذا قبل الوحى إليه.

وأما قوله في رواية شريك: ((وهو نائم)) وفي الرواية الأخرى: ((بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان)) فقد يحتج بها من يجعلها رؤيا نوم, ولا حجة فيه إذ قد يكون ذلك حاله أول وصول الملك إليه, وليس في الحديث ما يدل على كونه نائمًا في القصة كلها.

وقال محيى السنة في المعالم: والأكثرون على أنه صلوات الله عليه أسرى بجسده في اليقظة. وتواترت الأخبار الصحيحة على ذلك.

أقول: وقد روينا عن البخاري والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: وهي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به إلى بيت المقدس.

<<  <  ج: ص:  >  >>