للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٣٢) باب ما يقول إذا قام من الليل]

الفصل الأول

١٢١١ - عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: ((اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض، ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن

ــ

باب ما يقول إذا قام من الليل

الفصل الأول

الحديث الأول عن ابن عباس: قوله: ((قال: اللهم لك الحمد)): ((قض)) ((وشف)): ((يتهجد)) حال من الضمير في ((قام)). و ((قام)) في موضع النصب علي أنه خبر ((كان)) أي كان صلى الله عليه وسلم عند قيامه من الليل متهجداً يقول: ((اللهم لك الحمد)) وإنما قال: ((من)) ولم يقل: ((ما)) تغليباً للعقلاء علي غيرهم. وأقول: الظاهر أن ((قال)) جواب ((إذا)) والجملة الشرطية خبر ((كان)).

قوله: ((قيم السماوات)) ((نه)): في رواية ((قيام)) وفي أخرى ((قيوم)) وهي من أبنية المبالغة. و ((القيم)) معناه القائم بأمور الخلق، ومدبرهم، ومدبر العالم في جميع أحواله. ومنه: قيم ((القيم)) معناه القائم بأمور الخلق، ومدبرهم، ومدبر العالم في جميع أحواله. ومنه: قيم الطفل. والقيوم: هو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، ويقوم بكل موجود حتى لا يتصور وجود شيء، ولا دوام وجوده، إلا به. ((تو)): المعنى أنت الذي تقوم بحفظها، وحفظ كل من أحاطت به واشتملت عليه تؤتي كلا ما به قوامه، وتقوم علي كل شيء من خلقك بما تراه من تدبيره.

قوله: ((أنت نور السماوات والأرض)) ((نه)): النور هو الذي يبصر بنوره ذو العماية، ويرشد بهداه ذو الغواية. ((تو)): أضاف النور إلي السماوات والأرض؛ للدلالة علي سعة إشراقه وفشو إضاءته. وعلي هذا فسر {الله نور السماوات والأرض} أي منورهما، يعين كل شيء استنار منهما واستضاء بقدرتك وجودك، والأجرام النيرة بدائع فطرتك، والعقل والحواس خلقك وعطيتك. وقيل: المراد أهل السماوات، أي يستضيئون بنوره. وقد استغنينا عنه بقوله: ((ومن فيهن)). وقيل: معنى النور: الهادي. وفيه نظر لأن إضافة الهداية إلي السماوات والأرض لا يكاد يستقيم إلا بالتقدير، ولا وجه له؛ لأن ((من فيهن)) يدفعه، لما يلزم منه جعل المعطوف والمعطوف عليه شيئاً واحداً. وإذ قد علمنا أن الله تعالي سمى نفسه النور في الكتاب والسنة، وفي حديث أبي ذرك أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال ((نور، أنى أراه!)) ومن جملة أسماء الله الحسنى نور. وسمى بالنور؛ لما اختص به من إشراق الجلال، وسبحات العظمة التي

<<  <  ج: ص:  >  >>