للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٥) باب الرياء والسمعة]

الفصل الأول

٣٥١٤ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) رواه مسلم.

٣٥١٥ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه)). وفي رواية: ((فأنا بريء، هو للذي عمله)). رواه مسلم.

ــ

باب الرياء والسمعة

المغرب: يقال: فعل ذلك سمعة، أي: ليريه الناس من غير أن يكون قصد به التحقيق. وسمع بكذا: شهره تسميعا.

الفصل الأول

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((لا ينظر إلى صوركم)) ((نه)): معنى النظر ها هنا الاختيار والرحمة والعطف؛ لأن النظر في الشاهد دليل المحبة، وترك النظر دليل البغض والكراهة. وميل الناس إلى الصور المعجبة، والأموال الفائقة، والله يتقدس عن شبه المخلوقين، فجعل نظره إلى ما هو السر واللب وهو القلب والعمل، والنظر يقع على الأجسام والمعاني، فما كان بالأبصار فهو للأجسام، وما كان بالبصائر كان للمعاني.

الحديث الثاني عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أنا أغنى الشركاء)) اسم التفضيل ها هنا لمجرد الزيادة، والإضافة فيه للبيان أو على زعم القوم. والضمير المنصوب في ((تركته)) يجوز أن يرجع إلى ((العمل)). والمراد من ((الشرك)) الشريك. ((مح)): معناه: أنا أغنى عن المشاركة [وغيرها] فمن عمل شيئا لي ولغيري، لم أقبله بل أتركه مع ذلك الغير، ويدل عليه الحديث الول من الفصل الثاني. ويجوز أن يرجع إلى العامل، والمراد بالشرك الشركة. وقوله: ((هو)) يعود إلى ((العمل)) على الوجه الأول وإلى ((العامل)) على الوجه الثاني، أي العامل ما عمل به من الشرك، يعني يختص به ولا يتجاوز عنه، وكذا الضمير في ((منه)).

قال الشيخ أبو حامد: درجات الرياء أربعة أقسام:

الأولى: وهي أغلظها، أن لا يكون مراده الثواب أصلا كالذي يصلي بين أظهر الناس، ولو انفرد لكان لا يصلي. بل ربما يصلي من غير طهارة مع الناس. فهذا حرد قصده إلى الرياء، فهو الممقوت عند الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>