[(٢) باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته]
ــ
باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته
مح: ذكر أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه [الأحوذي في شرح الترمذي] عن بعضهم: أن لله تعالى ألف اسم, وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم أيضًا. ثم ذكر منها على التفصيل بضعًا وستين.
قال ابن الجوزي في الوفاء: ذكر أبو الحسين بن فارس اللغوي أن لنبينا صلى الله عليه وسلم اثنين وعشرين اسمًا: (محمد) و (أحمد) و (محمود) - وقيل: هو اسم مفعول من التحميد, وهو المبالغة من الحمد، يقال حمدت فلانًا أحمده إذا أثنيت عليه بحمد على خصاله وأحمدته إذا وجدته محمودًا - ويقال: هذا الرجل محمود, فإذا بلغ النهاية في ذلك وتكاملت فيه المحاسن والمناقب فهو محمد, قال الأعشى يمدح بعض الملوك: إلى الماجد الفرع الجواد المحمد.
أراد الذي تكاملت فيه الخصال المحمودة, وهذا البناء يدل أبدًا على بلوغ النهاية, كما تقول في الحمد: محمد, وفي الذم: مذمم, وقيل هذا البناء للتكثير نحو: فتحت الباب فهو مفتح, إذا فعلت به ذلك مرة بعد أخرى.
و (محمد): اسم منقول من الصفة على سبيل التفاول, أي أنه سيكثر حمده.
وأما أحمد: فأفعل من الحمد قطع متعلقه للمبالغة، قال ابن الجوزي في الوفاء: قال ابن قتيبة: ومن أعلام نبوة نبينا صلي الله عليه سلم أنه لم يسم قبله أحد باسمه صيانة من الله تعالى لهذا الاسم, كما فعل بيحيى, إذا لم يجعل له من قبل سميَّا, وذلك أن الله تعالى سماه في الكتب المتقدمة وبشر به الأنبياء, فلو جعل الاسم مشتركًا فيه شاعت الدواعى ووقعت الشبهة, إلا أنه لما قرب زمنه, وبشر أهل الكتاب بقربه سموا أولادهم بذلك.
(والماحي): قيل: هو الذي يمحو الله به الكفر, لأنه صلى الله عليه وسلم بعث والدنيا مظلمة بغيابه الكفر, فأتى صلى الله عليه وسلم بالنور الساطع حتى محى الكفر, من قولك: محوت الخط محوًا, ومحت الريح والأمطار رسم الربع.
مح: يحتمل أن يراد به الظهور بالحجة والغلبة, كما قال تعالى:} ليظهره على الدين كله {وجاء في حديث آخر مفسرًا بالذي محيت به سيئات من تبعه, كما قال الله تعالى:} قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف {.
(والحاشر): حس: أي يحشر أول الناس, لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أول من تنشق عنه الأرض)).
مح: هو من قوله ((يحشر الناس على قدمي)) أي على إثري وزمان نبوتي وليس بعدي نبي.