للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٧) باب البكاء علي الميت]

الفصل الأول

١٧٢٢ - عن أنس، قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي أبي سيف القين، وكان ظئراً لإبراهيم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان. فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: ((يا بن عوف! إنها رحمة)) ثم أتبعها بأخرى، فقال: ((إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)). متفق عليه.

١٧٢٣ - وعن أسامة بن زيد، قال: أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه: أن ابناً لي

ــ

باب البكاء علي الميت

الفصل الأول

الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((ظئراً لإبراهيم)) ((نه)): الظئر المرضعة غير ولدها، ويقال للذكر أيضاً. ((فا)): المظأرة عطف الناقة علي غير ولدها، يقال: ظأرها وأظأرها، وهي ظئور وظئير. قوله: ((يجود بنفسه)) ((نه)): أي يخرجها ويدفعها، كما يدفع الإنسان ماله يجود به.

قوله: ((تذرفان)) ((نه)): ذرفت العين تذرف إذا جرى دمعها. وقوله: ((وأنت يا رسول الله)) فيه معنى التعجب، والواو تستدعى معطوفاً عليه، أي الناس لا يصبرون علي المصائب، ويتفجعون، وأنت تفعل كفعلهم، أي لا ينبغى لك أن تتفجع، كأنه استغرب ذلك منه؛ لأنه يدل علي ضعف النفس، والعجز عن مقاومة المصيبة بالصبر، يخالف ما عهده منه من الحث علي الصبر، والنهي عن الجزع. وأجاب عنه بقوله: ((إنها رحمة)) أي الحالة التي تشاهدها منى يا بن عوف رقة ورحمة علي المقبوض، تنبعث عن التأمل فيما هو عليه، لا فيما توهمت من الجزع وقلة الصبر.

وقوله: ((ثم أتبعها بأخرى)) قيل: يحتمل أن يتبع الدمعة الأولي بالأخرى، وأن يتبع الكلمة المذكورة وهي ((إنها رحمة)) بكلمة أخرى وهي ((إن العين تدمع والقب يحزن) فإن الفاء في قوله: ((فقال)) للتعقيب. ويحتمل أن يكون قوله: ((إنها رحمة)) كلمة مجملة فعقبها بالتفصيل، وهي قوله: ((إن العين تدمع، والقب يحزن)) وينصر هذا التأويل قوله في الحديث الآتي: ((هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده)) أي الدمعة التي تراها العين أثر رحمة جعلها الله في قلوب عباده.

الحديث الثاني عن أسامة رضي الله عنه: قوله: ((قبض)) ((نه)): قبض المريض إذا توفي، وإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>