٢٢٢٣ - عن أبي هريرة [رضي الله عنه]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي إلي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا)) رواه مسلم، وللبخاري أقصر منه [٢٢٢٣].
ــ
المثإني، وهي السبع الطول ((وإلي براءة وهي من المثين)) أي مائة وثلاثون آية، فقرنتم بينهما، ولم تفصلوا بالبسملة. وتوجيه السؤال: أن الأنفال ليست من السبع الطول لقصرها عن المثين؛ لأنها سبع وسبعون آية، وليست غيرها لعم الفصل بينا وبين براءة، فأجاب عثمان رضي الله عنه بما يشاكل ما وجده، فعلم من جوابه أن الأنفال والبراءة نزلتا منزلة سورة واحدة، وكملت السبع الطوال بها.
[كتاب الدعوات]
((غب)): الدعاء كالنداء، وقد يستعمل كل واحد منهما موضع الآخر، قال تعالي {كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء} ويستعمل استعمال التسمية نحو: دعوت ابني زيدًا، أي سميته، قال الله تعالي:{لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} أي لا تقولوا: يا محمد؛ تعظيما له وتوقيرا.
((مح)): دلت الأحاديث الصحيحة علي استحباب الدعاء والاستعاذة، وعليه أجمع العلماء وأهل الفتاوى في الأمصار في كل الأعصار، وذهب طائفة من الزهاد وأهل المعارف إلي أنترك الدعاء أفضل استسلاما للقضاء. وقال آخرون منهم: إن دعا للمسلمين فحسن، وإن خص نفسه فلا، ومنهم من قال: إن وجد في نفسه باعثا للدعاء استحب وإلا فلا. ودليل الفقهاء ظواهر القرآن والسنة في الأمر بالدعاء والإخبار عن الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.
الفصل الأول
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((اختبأت دعوتي)) أي ادخرتها وجعلتها خبيئة لنفسي. الاختباء: الاختفاء والستر. قول:((نائلة)) أي واصلة. يقال: نال ينال نيلا، إذا