الآخر، فعليه الجمعة يوم الجمعة، إلا مريض، أو مسافر، أو صبي، أو مملوك. فمن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه، والله غني حميد)). رواه الدارقطني. [١٣٨٠]
[(٤٤) باب التنظيف والتبكير]
الفصل الأول
١٣٨١ - عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)). رواه البخاري.
ــ
كان يؤمن بالله فلا يترك الجمعة إلا مريض، فهو بدل من الضمير المستكن في ((يترك)) الراجع إلي ((من))، ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة في باب ما ينهي عنه من التهاجر ((تعرض أعمال الناس في كل جمعة- إلي قوله- فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبد)) قال الشيخ التوربشتي: هكذا بالرفع في المصابيح. أقول: وتقديره: فلا يحرم أحد من الغفران إلا عبد. ومنه أيضاً قوله تعالي:{فشربوا منه إلا قليلا} بالرفع. في الكشاف: أي فلم يطيعوه إلا قليل.
باب التنظيف والتبكير
الفصل الأول
الحديث الأول عن سلمان: قوله: ((ما استطاع من طهر)) ((التنكير في ((طهر)) للتكثير. ((خط)): أراد بالطهر قص الشارب، وقلم الأظفار، وحلق العانة، ونتف الإبط، وتنظيف الثياتب. قوله:((من طيب بيته)) قيد إما توسعة كما ورد في حديث أبي سعيد ((ومس من طيب، إن كان عنده))، أو استحباباً ليؤذن بأن السنة أن يتخذ الطيب لنفسه، ويجعل استعماله عادة له، فيدخر في بيته، فلا تختص الجمعة بالاستعمال. وقوله:((فلا يفرق بين اثنين)) كناية عن التبكير، أي عليه أن يبكر، فلا يتخطى رقاب الناس، ويفرق بين اثنين، أو يكون عبارة عن الإبطاء، أي لا يبطئ حتى لا يفرق؛ فحينئذ ينطبق الحديث علي الباب قوله:((ثم ينصت)) بضم الياء ((نه)): يقال: أنصت ينصت إنصاتاً، إذا سكت سكوت مستمع، وقد ينصت أيضاً، وأنصته إذا أسكته، فهو لازم ومتعد.