لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم)). قيل لسعد: وكم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة. رواه أبو داود. [٥٥١٤]
الفصل الثالث
٥٥١٥ - عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره، فبقى متلعقاً بخيط في آخره، فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع)). رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٥١٥]
[(٧) باب لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس]
الفصل الأول
٥٥١٦ - عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في
ــ
أن يكون لأمتي عند الله مكانة ومنزلة يمهلهم من زماني هذا إلى انتهاء خمسمائة سنة، بحيث لا يكون أقل من ذلك إلى قيام الساعة.
وإنما فسر الراوي نصف اليوم بخمسمائة نظرا إلى قوله تعالى:{وَإنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} وقوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إلَى الأَرْضِ [ثُمَّ يَعْرُجُ إلَيْهِ] فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}.
وإنما عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خمسمائة سنة بنصف يوم تقليلا لبغيتهم، ورفعا لمنزلتهم، أي لا يناقشهم في هذا المقدار القليل، بل يزيدهم من فضله. وقد وهم بعضهم ونزل الحديث على أمر القيامة، وحمل اليوم على يوم المحشر، فهب أنه غفل عما حققناه ونبهنا عليه، فهلا انتبه لمكان الحديث وأنه من أي باب من أبواب الكتاب فإنه مكتوب في باب قرب الساعة، فأين هو منه، فقوله: ((أن لا تعجز)) مفعول أرجو، و ((أن يؤخرهم)) من صلة العجز، وحذف عنه ((عن)) والله أعلم.
باب لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس
هذه المجملة محكية مضاف إليها ترجمة الباب وهو من باب تسمية الشيء بالجمل على سبيل الحكاية؛ كما سموا: تأبط شرا، وبرق نحره، وشاب قرناها، وكما لو سمى بـ ((زيد منطلق)) أو بـ ((بيت شعر)).