٣٥٠٨ - وعن سعيد بن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الجنين يقتل في بطن أمه بغرة عبد أو وليدة. فقال الذي قضى عليه: كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل، ومثل ذلك يطل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إنما هذا من إخوان الكهان)) رواه مالك، والنسائي مرسلا. [٣٥٠٨]
٣٥٠٩ - ورواه أبو داود عنه عن أبي هريرة متصلا.
[(٢) باب مالا يضمن من الجنايات]
الفصل الأول
٣٥١٠ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العجماء جرحها جبار، والمعدن جبار، والبئر جبار)) متفق عليه.
ــ
إخوان الكهان)) إنما قال ذلك من اجل سجعه الذي سجعه ولم يعبه بمجرد السجع دون ما يضمن سجعه من الباطل، فإنه قال: كيف ندى من لا أكل ولا شرب ولا استهل ومثل ذلك يطل. وإنما ضرب المثل بالكهان لأنهم كانوا يرجون أقاويلهم الباطلة بإسجاع يروق السامعين، فيستميلون بها القلوب ويستصغون إليها الأسماع. فأما إذا وضع السجع في مواضعه من الكلام فلا ذم فيه، وكيف يذم؟ وقد جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا.
أقول: راعي في تأخير الاستهلال عن النطق مع الاتفاق في السجع الترقي؛ لأن نفي الاستهلال أبلغ من نفي النطق؛ لما يلزم من نفي الاستهلال نفي النطق من غير عكس، وليس كذلك القرينة السابقة.
باب مالا يضمن من الجنايات
المغرب: الجناية ما يجنيه من شر أي يحدثه، تسمية بالمصدر من جنى عليه شرا، وهو عام إلا أنه خص بما يحرم من الفعل. وأصله من جني الثمرة، وهو أخذه من الشجر.
الفصل الأول
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((العجماء)) ((مظ)) *: العجماء البهيمة وسميت بها لعجمتها، وكل من لم يقدر علي الكلام فهو أعجمي، ومعنى الجبار الهدر، وإنما يكون جرحها هدرا إذا كانت منفلتة عابرة علي وجهها ليس لها قائد ولا سائق، وقد سبق معنى الحديث وتفاصيله.