أغنياء، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا أناس فقراء، فلم يجعل عليهم شيئا. رواه أبو داود، والنسائي. [٣٥٠٥]
الفصل الثالث
٣٥٠٦ - عن علي [رضي الله عنه]، أنه قال: دية شبه العمد أثلاثا: ثلاث وثلاثون حقه، وثلاث وثلاثون جذعة، وأربع وثلاثون ثنية إلي بازل عامها كلها خلفات. وفي رواية: قال: في الخطأ أرباعا: خمس وعشرون حقه، وخمس وعشرون جذعة، وخمس وعشرون بنات لبون، وخمس وعشرون بنات مخاض. رواه أبو داود. [٣٥٠٦]
٣٥٠٧ - وعن مجاهد، قال قضى عمر [رضي الله عنه] في شبه العمد ثلاثين حقه، وثلاثين جذعة، وأربعين خلقة ما بين ثنية إلي بازل عامها. رواه أبو داود. [٣٥٠٧]
ــ
وكان جنايته خطأ، وكانت عاقلته فقراء، فلم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا؛ لأن العاقلة إنما تواسي عن وجد سعة ولا شيء علي الفقير منهم. ولا يجوز أن يكون الغلام المجني عليه عبدا؛ إذ لو كان عبدا لم يكن لاعتذار أهله بالفقر معنى؛ لأن العاقلة لا تتحمل عبدا، فإن الغلام المملوك إذا جنى علي عبد أو حر، فجنايته في رقبته في قول عامة أهل العلم.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن علي رضي الله عنه: قوله: ((دية شبه العمد)) مبتئأ، وقوله:((ثلاث وثلاثون)) خبره، وقد وقع التمييز وهو قوله:((أثلاثا)) بينهما، كما يقال: التصريف لغة التغيير مثلا، أو نصب علي تقدير ((أعنى))، وعلي هذا قوله:((خمس وعشرون)) خبر مبتدأه محذوف، ((وأرباعا)) تمييز. وقوله:((في الخطأ)) من قول الراوي أي قال علي رضي الله عنه في شأن الخطأ: دية الخطأ خمس وعشرون. وقوله:((إلي بازل عامها)) متصل بقوله: ((ثنية)) بدليل قوله في الحديث الآتي: ((ما بين ثنيته إلي بازل عامها)).
((نه)): الثني من الإبل والثنية، ما دخل في السنة السادسة، والبازل ما تم ثمإني سنين ودخل في التاسعة، وحينئذ يطلع نابه وتكمل قوته، ثم يقال له بعد ذلك بازل عام وبازل عامين. أقول: ومنه حديث علي رضي الله عنه ((بازل عامين حديث سني)) أي يقول البازل: أنا مستجمع الشباب مستكمل القوة، أو كل من رإني مستجمع الشباب مستكمل القوة يقول: هذا بازل عامين.
الحديث الثاني والثالث عن سعيد: قوله: ((يطل)) ((نه)) يقال: طل دمه إذا أهدر. وقوله: ((من