٥٦٩٨ - عن عمران بن حصين، قال: إنى كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم، فقال:((اقبلوا البشرى يابني تميم!)) قالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال:((اقبلوا البشرى يا أهل اليمن! إذ لم يقبلها بنو تميم)). قالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال:((كان
ــ
باب
بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
الفصل الأول
الحديث الأول عن عمران رضي الله عنه: قوله: ((إذ جاءه قوم)) أي وقت مجيئهم.
قوله:((اقبلوا البشرى يابني تميم)) أي اقبلوا مني ما يقتضي أن تبشروا بالجنة من التفقه في الدين والعمل به، ولما لم يكن جل اهتماهم إلا بشأن الدنيا والاستعطاء دون دينهم قالوا:((بشرتنا فأعطنا)) أي بشرتنا بالتفقه وإنما جئنا للاستعطاء فأعطنا فالفاء فصيحة، ومن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذ لم يقبلها بنو تميم)).
قوله:((عن أول هذا الأمر)) أي مبدأ العالم.
و ((ما)) في ((ما كان)) استفهامية، أي: أي شيء كان أول الأمر؟ كرر السؤال لمزيد الاهتمام، وإنما تحسر الراوي بقوله:((لوددت)) لأنه ظفر بالسؤال ولم يفز بالأول من التفقه في الدين.
قوله:((ولم يكن شيء قبله)) حال، كما في قول الحماسي.
مشينا مشية الليث غدا والليث غضبان
وعلى مذهب الكوفي خبر، والمعنى يساعده إذ التقدير: كان الله في الأزل متفردًا متوحدًا، وهو مذهب الأخفش فإنه جوز دخول الواو في خبر كان وأخواتها نحو:((كان زيد وأبوه قائم)) على جعل الجملة خبرًا مع الواو تشبيها للخبر بالحال.