٣٣٨٢ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى فرجه بفرجه)). متفق عليه.
٣٣٨٣ - وعن أبي ذر، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال:((إيمان بالله، وجهاد في سبيله)) قال: قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال:((أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها)). قلت: فإن لم أفعل؟ قال:((تعين صانعا أو تصنع لأخرق)). قلت: فإن لم أفعل؟ قال:((تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها علي نفسك)). متفق عليه.
ــ
[كتاب العتق]
المغرب: العتق الخروج من المملوكية، يقال: عتق العبد عتقا وعتاقا وعتاقة وهو عتيق وأعتقه مولاه، ثم جعل عبارة عن الكرم وما يتصل به كالحرية، فقيل: فرس عتيق رائع، وعتاق الخيل والطير كرائمها. وقيل: مدار التركيب علي التقدم، ومنه العاتق لما بين المنكب والعنق لتقدمه، والعتيق القديم.
الفصل الأول
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((رقبة مسلمة)) ((نه)): الرقبة في الأصل العنق، فجعلت كناية عن جميع ذات الإنسان تسمية للشيء ببعضه. فإذا قال: أعتق رقبة فكأنه قال: أعتق عبدا أو أمة. قوله:((حتى فرجه بفرجه)) ((شف)): إنما خص الفرج بالذكر؛ لأنه محل أكبر الكبائر بعد الشرك، وهو كقولهم: مات الناس حتى الكرام، فيفد قوة. ((مظ)): ذكر الفرج للتحقير نسبة إلي باقي الأعضاء. ((خط)) يستحب عند بعض أهل العلم أن لا يكون العبد المعتق خصيا؛ كيلا يكون ناقص العضو؛ ليكون معتقه قد نال الموعود في عتق أعضائه كلها من النار بإعتاقه إياه من الرق في الدنيا.
الحديث الثاني عن أبي ذر: قوله: ((لأخرق)) ((نه)): الخرق - بالضم - الجهل والحمق، وقد خرق يخرق خرقا فهو أخرق. ((قض)): الأخرق هنا الذي لا يحسن صنعة ولا يهتدي إليها. وفيه ((تدع الناس من الشر)) أي تكف عنهم شرك ((فإنها صدقة)) الضمير للمصدر الذي دل عليه الفعل، وأنثه لتإنيث الخبر ((تصدق بها علي نفسك)) أي تتصدق بهذه الصدقة علي نفسك من أنها محافظة لها عما يريدها ويعود وباله إليها.