٥٢٨٤ - عن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)) رواه مسلم.
وذكر حديث ابن عمر:((لا حسد إلا في اثنين)) في ((باب فضائل القرآن)).
الفصل الثاني
٥٢٨٥ - عن أبي بكرة، أن رجلا قال: يا رسول الله؛ أي الناس خير؛ قال:((من طال عمره، وحسن عمله)). قال: فأي الناس شر؟ قال:((من طال عمره وساء عمله)) رواه أحمد، والترمذي، والدارمي [٥٢٨٥]
ــ
باب استحباب المال والعمر للطاعة
الفصل الأول
الحديث الأول عن سعد رضي الله عنه: قوله: ((التقى)) قيل: هو الذي يتقي المحارم والشبهات ويتوزع عن المشتهيات. قوله:((الغنى)) ((مح)): المراد بالغنى، غنى النفس، هذا هو الغني المحبوب لقوله صلى الله عليه وسلم:((الغنى غنى النفس)) وأشار القاضي إلى أن المراد به غنى المال، و ((الخفي)) بالخاء المعجمة معناه: الخامل المنقطع للعبادة، والاشتغال بأمور نفسه، وروى بالمهملة ومعناه: الواصل للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء والصحيح الأول.
أقول: إن الصفات الثلاث الجارية على العبد واردة على التفضيل والتمييز فالتقى مخرج للعاصي، والغني للفقير، والخفي على الروايتين لما يضادهما. فإذا قلنا: إن المراد بـ ((الغنى)) عنى القلب اشتمل على الفقير الصابر والغني الشاكر فعم. وكان أولى، وعلى هذا ((الخفي)) بالخاء المعجمة أنسب؛ لأن الغنى حينئذ تكميل للتقى، والخفي تتميم للغنى، لأن غنى القلب مستغن بالله عن الخلق، ويؤثر العزلة استئناسا بالله تعالى، وفي بعض نسخ المصابيح ألحق بعد قوله:((التقى)) ((النقي)) بالنون. ولم يوجد في صحيح مسلم وشرحه ولا في الحميدي وجامع الأصول.
((مح)) وفيه حجة لمن يقول: الاعتزال أفضل من الاختلاط. ومن قال: بتفضيل الاختلاط تأويل هذا بالاعتزال في وقت الفتنة.