صلاح هذه الأمة اليقين والزهد، وأول فسادها البخل والأمل)) رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٢٨١]
٥٢٨٢ - وعن سفيان الثوري، قال: ليس الزهد في الدنيا بلبس الغليظ والخشن، وأكل الجشب، إنما الزهد في الدنيا قصر الأمل. رواه في ((شرح السنة)). [٥٢٨٢]
٥٢٨٣ - وعن زيد بن الحسين، قال: سمعت مالكا وسئل أي شيء الزهد في الدنيا؟ قال: طيب الكسب وقصر الأمل. رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٥٢٨٣]
ــ
روى عن الأصمعي قال: تلوت على أعرابي: {وَالذَّارِيَاتِ} فلما بلغت قوله تعالى: {وفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} قال: حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها، ووزعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه، فكسرهما، وولى، فلقيته في الطواف قد نحل جسمه واصفر لونه فسلم علي، واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح، وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت:{فَوَرَبِّ السَّمَاءِ والأَرْضِ إنَّهُ لَحَقٌّ} فصاح، وقال: يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف، فلم يصدقوه حتى ألجأ إلى اليمين قالها ثلاثا وخرجت معها نفسه.
الحديث الثاني عن سفيان قوله: و ((أكل الجشب)) بفتح الجيم وكسر الشين المعجمة هو الغليظ الخشن من الطعام وقيل: غير المأدوم وكل شيء يبشع الطعم جشب، والبشع الخشن الكريه الطعم.
الحديث الثالث عن زيد: قوله: ((طيب الكسب)) فإن قلت: أي مدخل لطيب الكسب في الزهد؟ قلت: هذا رد لمن زعم أن الزهد في مجرد ترك الدنيا، ولبس الخشن، وأكل الجشب، أي ليس حقيقة الزهد ما زعمته، بل حقيقته أن تأكل الحلال، وتلبس الحلال، وتقنع بالكفاف، وتقصر الأمل، ونحوه قوله صلى الله عليه وسلم:((الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا بإضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديل أوثق بما في يدي الله تعالى)).