٢٦٤٥ - وعن نبيشة [رضي الله عنه]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنا كنا نهيناكم عن لحومها أن تأكلوها فوق ثلاث لكي تسعكم. جاء الله بالسعة، فكلوا، وادخروا، وأتجروا. ألا وإن هذه الأيام، أيام أكل وشرب، وذكر الله)). رواه أبو داود. [٢٦٤٥]
[(٨) باب الحلق]
الفصل الأول
٢٦٤٦ - عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع وأناس من أصحابه، وقصر بعضهم. متفق عليه.
ــ
تعالي:} وأصلح لي في ذريتي {. ولعل هذا ليس بنسخ؛ لإمكان الجميع بين الأمرين، فيكون الثاني رخصة.
الحديث الثاني عن نبيشة: قوله: ((أن تأكلوها)) بدل اشتمال من ((لحومها)). قوله:((لكي تسعكم)) ((نه)): وسعه الشيء يسعه سعة فهو واسع، والوسع والسعة الجدة والطاقة، ومنه الحديث ((إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم)) أي لا تتسع أموالكم لعطائهم فوسعوا أخلاقكم لصحبتهم. أقول: فالضمير المرفوع في ((تسعكم)) للحوم، أي نهيتكم عن أكلها ليتسع عليكم فتؤتوها المحتاجين، يدل عليه قوله:((جاء الله بالسعة)) أي علي المحتاجين، فوافق هذا التأويل معنى الحديث السابق. قوله:((وأتجروا)) أمر من الأجر، أي اطلبوا به الأجر والثواب، ولو كان من التجارة لكان بتشديد التاء، والتجارة في الضحايا لا تصح؛ لأن بيعها فاسد، إنما تؤكل ويتصدق منها. قوله:((أيام أكل وشرب وذكر الله)) التنكير فيهما للنوع، أي سعة وإباحة فيهما، ثم أتبعهما بذكر الله صيانة عن التلهي والتشهي كالبهائم، بل يكونان إعانة علي ذكر الله وطاعته، والله أعلم بالصواب.
باب الحلق
الفصل الأول
الحديث الأول عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((قصرت من رأس النبي صلى الله عليه وسلم)) ((قض)): كان هذا في عمرة؛ لأن الحاج يحلق بمنى، فلا يعارض ما روى ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع، ولعل ذلك كان في عمرة الجعرانة، اعتمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح