٢٦٤٧ - وعن ابن عباس، قال: قال لي معاوية: إني قصرت من رأس النبي صلى الله عليه وسلم عند المروة بمشقص. متفق عليه
٢٦٤٨ - وعن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في حجة الوداع:((اللهم ارحم المحلقين)). قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟! قال:((اللهم ارحم المحلقين)).
قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟! قال:((والمقصرين)). متفق عليه.
ــ
مكة، وأراد الرجوع منها في السنة الثامنة من الهجرة، أو عمرة القضاء، إن صح ما روى عنه: إنى أسلمت عام القضية، والأصح أنه أسلم عام الفتح. قوله:((المشقص)) ((نه)): المشقص نصل طويل ليس بالعريض، وقيل: هو سهم له نصل عريض وقيل: أراد هاهنا به الحلم، وهو الذي يجز به الشعر والصوف، وهو أشبه بهذا الحديث. ((مح)): يستحب للمتمتع أن يقصر في العمرة، ويحلق في الحج؛ ليقع الحلق في أكمل العبادتين.
الحديث الثاني والثالث والرابع عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((قالوا: والمقصرين)) هو من العطف التلقيني، يعني يا رسول الله! ضم المقصرين إليهم، وقل اللهم ارحم المحلقين والمقصرين، نحو قوله تعالي:} إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي {((الكشاف)): ((ومن ذريتي)) عطف علي الكاف، كأنه قال: وجاعل بعض ذريتي كما يقال لك: سأكرمك فتقول: وزيداً. ((نه)): إنما خص المحلقين أولاً بالدعاء دون المقصرين، وهم الذين أخذوا من أطراف شعورهم ولم يحلقوا-؛ لأن أكثر من أحرم مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن معهم هدى؛- وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد ساق الهدى، ومن معه هدى فإنه لا يحلق حتى ينحر هديه، فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم من ليس معه هدى أن يحلق ويحل، ووجدوا في أنفسهم من ذلك، وأحبوا أن يأذن لهم في المقام علي إحرامهم حتى يكملوا الحج،- وكانت طاعة النبي صلى الله عليه وسلم أولي بهم-، فلما لم يكن لهم بد من الإحلال كان التقصير في نفوسهم أخف من الحلق، فمال أكثرهم، وكان فيهم من بادر إلي الطاعة، وحلق ولم يراجع؛ فلذلك قدم المحلقين وأخر المقصرين.
((مح)): هذا في حجة الوداع، وهو الصحيح المشهور، وحكى القاضي عياض عن بعضهم: أن هذا كان يوم الحديبية حين أمرهم بالحلق، فلم يفعلوا طمعاً دخول مكة يومئذ. وعن ابن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء. قيل: