٥٥٠٩ - عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)). قال شعبة: وسمعت قتادة يقول في قصصه: كفضل إحداهما على الأخرى، فلا أدري أذكره عن أنس أو قاله قتادة؟. متفق عليه.
٥٥١٠ - وعن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: ((تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ)). رواه مسلم.
ــ
والعامل محذوف، والمعنى: شرع الله أن يكون إمام المسلمين منهم وأميرهم من عدادهم تكرمة لهم وتفخيما لشأنهم، أو على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة التي قبله.
باب قرب الساعة وأن من مات فقد قامت قيامته
((تو)): الساعة جزء من أجزاء الزمان، ويعبر بها عن القيامة، وقد ورد في كتاب الله وسنة رسوله على أقسام ثلاث: القيامة الكبرى وهي بعث الناس للجزاء، والقيامة الوسطى وهي انقراض القرن الواحد بالموت، والقيامة الصغرى وهي موت الإنسان. والمراد ها هنا هذه.
الفصل الأول
الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((والساعة)) ((مح)): روى بنصب الساعة ورفعها. ((قض)): معناه: أن نسبة تقدم بعثته على قيام الساعة كنسبة فضل إحدى الإصبعين على الأخرى. ((تو)): ويحتمل وجها آخر، وهو أن يكون المراد منه ارتباط دعوته بالساعة، لا تفترق إحداهما عن الأخرى، كما أن السبابة لا تفترق عن الوسطى، ولا يوجد بينهما ما ليس [منهما].
أقول: يؤيد الوجه الأول الحديث [الآتي] لمستورد بن [شداد]. وقوله:((كفضل إحداهما)) بدل من قوله: ((كهاتين))، وموضح له، وهو يؤيد الوجه الأول، والرفع على العطف، والمعنى: بعثت أنا والساعة بعثا متفاضلا مثل فضل إحداهما، ومعنى النصب لا يستقيم على هذا.
الحديث الثاني عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((وإنما علمها عند الله)) حال مقررة لجهة