للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنما نهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك، فلا بأس. رواه أبو داود [٣٧٣].

٣٧٤ - وعن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: ((الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافإني)) رواه ابن ماجه [٣٧٤].

٣٧٥ - وعن ابن مسعود، قال: لما قدم وفد الجن علي النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله! انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة؛ فإن الله جعل لنا فيها رزقاً، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. رواه أبو داود [٣٧٥].

[(٣) باب السواك]

الفصل الأول

٣٧٦ - عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء، وبالسواك عند كل صلاة)) متفق عليه.

ــ

جعل رزقاً للجن، فلا يجوز إفساده عليهم. وفيه أيضاً أنه إذا مس ذلك المكان وناله أدنى غمز وضغط تفتت لرخاوته، [فيتعلق] به شيء منه متلوثاً بما يلقاه من تلك النجاسة، وفي معناه الاستنجاء بالتراب، وفتات المدر ونحوهما. والله أعلم.

باب السواك

الفصل الأول

الحديث الأول عن أبي هريرة: قوله: ((لولا أن أشق)) شق علي الشيء يشق شقاً ومشقة، والاسم منه الشق- بالكسر- ((قض)): ((لولا)) يدل علي انتفاء الشيء لثبوت غيره، والحقيقة أنها مركبة من ((لو)) و ((لا))، و ((لو)) يدل علي انتفاء الشيء لانتفاء غيره، فيدل هاهنا مثلاً علي انتفاء الأمر لانتفاء نفي المشقة، وانتفاء النفي ثبوت، فيكون الأمر منفياً لثبوت المشقة. وفيه دليل علي أن الأمر للوجوب لا للندب من وجهين: أحدهما أنه نفي الأمر مع ثبوت الندبية، فلو كان للندب لما جاز ذلك. وثإنيهما أنه جعل الأمر ثقلاً ومشقة عليهم، وذلك إنما يتحقق إذا كان دليلاً علي الوجوب.

أقول: إذا كان ((لولا)) يستدعى امتناع الشيء لوجود غيره، وظاهر أن المشقة نفسها ليست بثابتة، لابد من مقدر، أي لولا خوف المشقة أو توقعها لأمرتهم. قال الشيخ السعيد أبو إسحاق

<<  <  ج: ص:  >  >>