١٩٨٢ - عن أنسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((تَسحَّرُوا فإِنَّ في السُّحور برَكةً)). متفق عليه.
١٩٨٣ - وعن عمرو بنِ العاصِ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((فصلُ ما بينَ صيامِنا وصيامِ أهلِ الكتابِ أكْلَة السَّحَرِ)). رواه مسلم.
١٩٨٤ - وعن سهلٍ، قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:((لا يَزالُ النَّاسُ بخَيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ)). متفق عليه.
ــ
باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم
الفصل الأول
الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((فإن في السحور بركة)) ((نه)): السحور- بالفتح- اسم ما يتسحر به من الطعام والشراب، و- بالضم- المصدر. والفعل نفسه، وأكثر ما يروى بالفتح. وقيل: إن الصواب بالضم؛ لأنه بالفتح الطعام. والبركة- الجر والثواب- في الفعل لا في الطعام.
الحديث الثاني والثالث عن عمرو بن العاص: قوله: ((فصل ما بين صيامنا)) ((تو)): ((فصل)) بالصاد المهملة، ومن الناس من يقول بالضاد المنقوطة تصحيفاً. و ((أكلة)). بفتح الهمزة، وهي المرة، والمعنى أن السحور هو الفارق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب؛ لأن الله أباح لنا ما حرم عليهم، ومخالفتنا إياهم في ذلك تقع موقع الشكر لتلك النعمة. ويدخل في معناه حديث سهل بن سعد رضي الله عنه الذي يتلوه ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر))؛ لأن فيه مخالفة أهل الكتاب، وكانوا يؤخرون الإفطار إلي اشتباك النجوم.
ثم صار في ملتنا شعاراُ لأهل البدعة، وهذه هي الخصلة التي لم يرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأقول: يشابه هذا التأخير تقديم صوم يوم أو يومين علي صوم رمضان. وفيه أن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي الطريق المستقيم، من تعوج عنها فقد ارتكب المعوج من الضلال ولو في العبادة.