١٨٢١ - عن أنسِ، قال: مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بتمرةٍ في الطريق، فقال:((لولا إني أخافُ أن تكونَ من الصدقةِ لأكلتُها)) متفق عليه.
١٨٢٢ - وعن أبي هريرةَ، قال: أخذَ الحسنُ بنُ علي تمرةً من تمرِ الصدقةِ فجعلَها في فيهِ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:((كِخْ كِخْ)) ليطرحهَا، ثمَّ قال:((أما شعرتَ أنَّا لا نأكلُ الصدقةَ؟!)) متفق عليه.
١٨٢٣ - وعن عبد المطلبِ بنِ ربيعة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ هذهِ الصدقاتِ إِنَّما هي أوساخُ النَّاسِ، وإنَّها لا تحلُّ لمحمِّدٍ ولا لآلِ محمَّد)) رواه مسلم.
ــ
الغنى التطهير من الإمساك، ولحال الفقير التنمية فيما أبقاه من القوت، هذا علي أن يكون الفقير من يملك قوته.
باب من لاتحل له الصدقة
الفصل الأول
الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((لولا أنى أخاف)) ((خط)): الصدقة حرام علي النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كانت تطوعًا أو فرضًا، وأما بنو هاشم وبنو المطلب فيحرم عليهم الواجب دون التطوع. وفي الحديث دليل علي جواز أكل ما وجد في الطريق من الطعام القليل الذي لا يطلبه مالكه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما امتنع من أكلها خشية كونها من الصدقة. وأقول: فيه تنبيه للمؤمن أن يجتنب عما فيه تردد واشتباه؛ لئلا يقع في الحرام.
الحديث الثانى عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((كخ كخ)) ((مح)): هو بفتح الكاف وكسرها وتسكين الخاء، وهي كلمة يزجر بها الصبيان عن المستقذرات يقال: كخ، أي اترك، وارم. وهي معربة، وقد أشار البخاري إلي هذا في ترجمة باب من تكلم بالفارسية. وفي الحديث أن الصبيان يوقون ما يوقاه الكبار، ويمنعون من تعاطيه، فهذا واجب علي الولي.
الحديث الثالث عن عبد المطلب بن ربيعة: قوله: ((إنما هي أوساخ الناس)) وقع في حيز خبر ((إن)) وهي مكسورة كما وقع ((إن)) المكسورة في قوله تعالي: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع}. ذهب أبو البقاء إلي أن ((إن)) جاءت مقحمة مؤكدة للأولي.