٣٨٦١ - عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقو علي المنبر يقول: (({وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} ألا إن القوة الرمي، إلا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)). رواه مسلم.
٣٨٦٢ - وعنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ستفتح عليكم الروم ويكفيكم الله؛ فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه)) رواه مسلم.
ــ
كما قال:((اذكروا موتاك بالخير)) فوضع ((لا تسأل)) موضع لا تخبر لئلا يسأل أحد عن ذلك. ولا تخبر نفيا للسؤال بالكلية فينتفي الإخبار أيضا؛ ولذلك سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعمال الخير، بقوله:((هل رآه أحد علي عمل الإسلام)) وشهد عليه بالجنة لحراسته، فاكتفي بالحراسة عن غيرها من الأعمال الصالحة؛ ترجيحا للفطرة علي الأعمال السيئة.
باب إعداد آلة الجهاد
الفصل الأول
الحديث الأول عن عقبة: قوله: ((من قوة)) ((الكشاف)): هي كل ما يتقوى به في الحرب من موصولة، والعائد محذوف و ((من قوة)) بيان له، فالمراد بها نفس القوة وفي هذا البيان والمبين إشارة إلي أن هذه العدة لا تستتب بدون المعالجة والإدمان الطويل، وليس شيء من عدة الحرب وأداتها أحوج إلي المعالجة والإدمان عليها مثل القوس والرمي بها؛ ولذلك كرر صلى الله عليه وسلم تفسير القوة بالرمي.
وقوله في الحديث الآتي:((فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه)) إشارة إلي هذا. ((مح)): وفيه وفي الحديث بعده فضيلة الرمي والمناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله والمراد بهذا التمرن علي القتال والتدرب فيه ورياضة الأعضاء بذلك.
الحديث الثاني عن عقبة: قوله: ((فلا يعجز أحدكم)) ((مظ)): يعني أهل الروم غالب حربهم بالرمي، وأنتم تتعلمون الرمي ليمكنكم محاربة أهل الروم، وستفتح عليكم، ويدفع الله عنكم شر أهل الروم، فإذا فتح لكم الروم فلا تتركوا الرمي وتعلمه، بأن تقولوا: لم نكن نحتاج في