صلى الله عليه وسلم فيه:((فذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة. ومؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، إذا لقي الغدو قاتل حتى يقتل)) قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء. ومنافق جاهد بنفسه وماله، فإذا لقي العدو قاتل حتى يقتل؛ فذاك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق)) رواه الدارمي. [٣٨٥٩]
٣٨٦٠ - وعن ابن عائذ، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل، فلما وضع قال عمر بن الخطاب [رضي الله عنه]: لا تصل عليه يا رسول الله! فإنه رجل فاجر، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الناس، فقال:((هل رآه أحد منكم علي عمل الإسلام؟)) فقال رجل: نعم، يا رسول الله! حرس ليلة في سبيل الله، فصلي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحثا عليه التراب، وقال:((أصحابك يظنون أنك من أهل النار، وأنا أشهد أنك من أهل الجنة)) وقال: ((يا عمر! إنك لا تسأل عن أعمال الناس؛ ولكن تسأل عن الفطرة)). رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٣٨٦٠]
ــ
نص النبي بروايته اهتماما بشأن المقول. وقوله:((الشهيد)) يجوز أن يكون خبر ((ذلك)) و ((الممتحن)) صفة ((الشهيد)) و ((في خيمة الله)) خبر بعد خبر، وأن يكون الشهيد صفة ((ذلك)) وكذا ((الممتحن)) صفة لـ ((ذلك)) و ((في خيمة الله)) خبر. والممتحن المجرب من قولهم: امتحن فلان لأم كذا جرب له ودرب للنهوض به، فهو مضطلع غير وأن عنه. والمعنى أنه صابر علي الجهاد قوي علي احتمال مشاقه.
((فا)) ((ممصمصة)) أي مطهرة من دنس الخطايا من قولهم: مصمصت الإناء بالماء إذا رقرقته فيه وحركته حتى يطهر، ومنه مصمصة الفم وهو غسله بتحريك الماء فيه كالمضمضة. وقيل: هي بالصاد غير المعجمة بطرف اللسان وبالضاد بالفم كله. وإنما أنث لأنه في معنى الشهادة، أو أراد خصلة ممصمصة، فأقام الصفة مقام الموصوف.
الحديث الثاني عشر عن ابن عائذ: قوله: ((ولكن تسأل عن الفطرة)) أي عن الإسلام وأعمال الخير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:((كل مولود يولد علي الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه)). يعني أنت يا عمر! ومثلك لا يخبر في مثل هذا الموطن عن أعمال الشر للموتى، بل أخبر عن أعمال الخير