٥٣٧٩ - عن حذيفة، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً، ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته، فأراه فأذكره، كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرفه. متفق عليه.
٥٣٨٠ - وعنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب
ــ
عليه الخلافة، وفي القرينتين السابقتين تامة. و ((أمير المؤمنين)) خبر ((أن تكون)) وقوله: ((بعد الملك)) ظرف للخبر على تأويل الحاكم العادل؛ نحوه قوله تعالى:{وهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ} أي معبود فيها.
[كتاب الفتن]
الفصل الأول
الحديث الأول عن حذيفة: قوله: ((وإنه ليكون منه الشيء)) أي ليحدث منه الشيء مما نسيته، فإذا عاينته تذكرت ما نسيت. وقوله:((مقاما))، إما مصدر ميمي أو اسم مكان. والجملة المنفية صفة. وقوله:((مقامه)) وضع موضع ضمير الموصوف. و ((في مقامه)) متعلق بـ ((ترك)) أي قام مقاما ما ترك في مقامه ذلك شيئاً يحدث إلى قيام الساعة إلا حدث به.
الحديث الثاني عن حذيفة: قوله: ((تعرض الفتن)). [((نه))]: أي توضع عليها وتبسط كما يبسط الحصير، من عرض العود على الإناء والسيف على الفخذين يعرضه إذا وضعه. [((فا))]: قيل: من عرض الجند بين يدي السلطان لإظهارهم واختبار أحوالهم. قوله:((عودا عودا)) ((تو)): قد روى بالرفع، كذا نرويه عن كتاب مسلم. وعلى هذا الوجه أورده صاحب المصابيح والتقدير: وهو عود عود. ورواه آخرون بالنصب.
((مح)) هذان الحرفان مما اختلف في ضبطه على ثلاثة أوجه: أظهرها وأشهرها: ضم العين والدال المهملة. والثاني: فتح العين والذال المعجمة. ومعنى ((تعرض)) أنها تلصق بعرض القلوب أي جانبها كما يلصق الحصير بجنب النائم. ويؤثر فيه شدة التصاقها. ومعنى ((عودا