٥٣٧٧ - وعن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أول ما يكفأ – قال زيد بن يحيى الرواي: يعني الإسلام – كما يكفأ الإناء)) يعني الخمر. قيل فكيف يا رسول الله! وقد بين الله فيها ما بين؟ قال:((يسمونها بغير اسمها فيستحلونها)). رواه الدارمي. [٥٣٧٧]
الفصل الثالث
٥٣٧٨ - عن النعمان بن بشير، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون ملكا عاضا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون ملكا جبرية، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة)) ثم سكت، قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز كتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه وقلت: أرجو أن تكون أمير المؤمنين بعد الملك العارض والجبرية، فسر به وأعجبه، يعني عمر بن عبد العزيز رواه أحمد والبيهقي في ((دلائل النبوة)). [٥٣٧٨].
ــ
الحديث الثالث عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((إن أول ما يكفأ)) خبر ((إن)) محذوف، وهو الخمر، والكاف في ((كما يكفأ)) صفة مصدر محذوف يعني أول ما يكفأ في الإسلام إكفاء مثل إكفاء ما في الإناء من الخمر.
((قض)): ((يكفأ)) يقلب ويمال: يقال: كفأت القدر إذا قلبتها لينصب عنها ما فيها، والمراد به الشرب ها هنا؛ فإن الشارب يكفأ القدح عند الشرب، وقول الراوي:((يعني الإسلام)) يريد به: في الإسلام وسقط عنه. والمعنى: إن أول ما يشرب من المحرمات ويجترأ على شربه في الإسلام، كما يشرب الماء ويجترأ عليه هو الخمر ويؤولون في تحليلها بأن يسموها بغير اسمها كالنبيذ والمثلث.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن النعمان: قوله: ((ثم تكون ملكا عاضا)) ((كان)) ها هنا ناقصة واسمه ما يدل