للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٢) باب آداب السفر]

الفصل الأول

٣٨٩٢ - عن كعب بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس. رواه البخاري.

٣٨٩٣ - وعن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم؛ ما سار راكب بليل وحده)) رواه البخاري.

٣٨٩٤ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس)) رواه مسلم.

ــ

باب آداب السفر

الفصل الأول

الحديث الأول عن كعب رضي الله عنه: قوله: ((تبوك)) (((مخيم اليرموك))): التبوك تثوير الماء بعود ونحوه ليخرج من الأرض. وبه سميت غزوة تبوك. ((تو)): اختياره صلى الله عليه وسلم يوم الخميس للخروج محتمل لوجوه: أحدها: أنه يوم مبارك ترفع فيه أعمال العباد إلي الله تعالي، وقد كانت سفراته لله وفي الله والي الله، فأحب أن يرفع له فيه عمل صالح. وثإنيها: أنه أتم أيام الأسبوع عددا. وثالثها: أنه كان يتفاءل بالخميس في خروجه، وكان من سنته أن يتفاءل بالاسم الحسن. والخميس الجيش لأنهم خمس فرق: المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقة. فيرى في ذلك من الفأل الحسن حفظ الله له وإحاطة جنوده به حفظا وحماية. وزاد القاضي: ولتفاؤله بالخميس عى أنه يظفر علي الخميس الذي هو جيش العدو ويتمكن عليهم. والأشرف: أو لأنه يخمس فيه الغنيمة.

الحديث الثاني عن عبد الله رضي الله عنه: قوله: ((ما في الوحدة)) ((ما)) الأولي استفهامية علق العلم علي العمل، والثانية موصولة والثالثة نافية. ((مظ)) *: فيه مضرة دينية إذ ليس من يصلي معه بالجماعة، وضرة دنيوية؛ إذ ليس معه من يعينه في الحوائج.

أقول: وكان من حق الظاهر أن يقال: ما سار أحد وحده. فقيد بالراكب والليل؛ لأن الخطر بالليل أكثر، وأن انبعاث الشر فيه أكثر والتحرز منه أصعب، ومنه قولهم: الليل أخفي للويل. وقولهم: أعذر الليل لأنه إذا أظلم كثر فيه العذر لا سيما إذا كان راكبا؛ فإنه له خوف جفلة المركوب ونفوره من أدنى شيء، والتهوي في الوهدة بخلاف الراجل.

الحديث الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((رفقة)) ((مح)): هي بكسر الراء

<<  <  ج: ص:  >  >>