للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الطهارة]

الفصل الأول

٢٨١ - عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن- أو تملأ- ما بين السماوات والأرض، والصلاة والنور،

ــ

[كتاب الطهارة]

الفصل الأول

الحديث الأول عن أبي مالك: قوله: ((الطهور)) قال الشيخ محيي الدين: جمهور أهل اللغة علي أن الطهور والوضوء يضمان إذا أريد بهما المصدر، ويفتحان إذا أريد بهما اسم ما يتطهر به، كذا عن الأنباري. وذهب الخليل، والأصمعي، وأبو حاتم السجستإني، والأزهري، وجماعة إلي أنه بالفتح في الاسم والمصدر. والطهارة أصلها النظافة والتنزه، وقال: هذا حديث عظيم، وأصل من أصول الإسلام، مشتمل علي مهمات قواعد الدين. وأصل الشطر النصف، قيل: معنى ((شطر الإيمان)) أن الأجر في الوضوء ينتهي إلي نصف أجر الإيمان، وقيل: إن الإيمان يجب ما قبله من الخطايا، وكذلك الوضوء، إلا أن الوضوء لا يصح إلا مع الإيمان، فصار لتوقفه عليه في معنى الشطر. وقيل: المراد بالإيمان الصلاة، قال الله تعالي: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} والطهارة شرط في صحتها، فصارت كالشطر، وليس بلازم في الشطر أن يكون نصفاً حقيقياً. ويحتمل أن يقال: الإيمان تصديق بالقلب، وانقياد بالظاهر، وهما شطران، والطهارة انقياد في الظاهر.

وقوله: ((الحمد لله تملأ الميزان)) بيان عظم أجرها، وقد تظاهرت النصوص من القرآن والسنة علي وزن الأعمال. وقوله: ((تملآن أو تملأ)) ضبطناهما بالتاء المثناة من فوق، فالأول ظاهر، والثاني فيها ضمير الجملة. وقيل: معناه لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماوات والأرض. وسبب عظم فضلهما اشتمالهما علي تنزيه الله تعالي في ((سبحان الله)) والتفويض والافتقار إلي الله في ((الحمد لله)).

وقوله: ((والصلاة نور)) معناه أنها تمنع من المعاصي، وتنهي عن الفحشاء والمنكر، وتهدي للصواب كالنور. وقيل: أريد بالنور الأمر الذي يهتدي به صاحبه يوم القيامة، قال الله تعالي:

<<  <  ج: ص:  >  >>