للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم! تألف الناس وارفق بهم فقال لي: أجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام؟ إنه قد انقطع الوحي وتم الدين أينقص وأنا حي؟. رواه رزين.

[(٤) باب مناقب عمر]

الفصل الأول

٦٠٣٥ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر)) متفق عليه.

ــ

ومن الثاني: حديث عمر رضي الله عنه أنه أخر الصدقة عام الرمادة، فلما أحيا الناس بعث عامله فقال: اعقل عنهم عقالين فاقسم فيهم عقالا وائتني بالآخر، يريد صدقة عامين.

قوله: ((وخوار في الإسلام)) نه: هو من خار يخور إذا ضعفت قوته ووهنت.

أقول: أنكر عليه ضعفه ووهنه في أمر الدين، ولم يرد أن يكون جباراً بل أراد به التصلب والشدة في الدين، ولكن لما ذكر الجاهلية قرنه بذكر الجبار، ومن العجب أن أبا بكر كان منسوباً إلى الرفق والأناة وعمر رضي الله عنه إلى الشدة والصلابة فعكس الأمر في هذه القضية.

باب مناقب عمر رضي الله عنه

الفصل الأول

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي عنه:

قوله: ((محدثون)) ((نه)): المحدث في كلامهم هو الرجل الصادق الظن، وهو في الحقيقة من ألقى في روعة شيء من قبل الملأ الأعلى، فيكون كالذي حدث به.

وفي قوله: ((وإن يك في أمتي أحد فهو عمر)) لم يرد هذا القول مورد التردد، فإن أمته أفضل الأمم، وإذ كانوا موجودين في غيرهم من الأمم فالبحري أن يكونوا موجودين في هذه الأمة أكثر عدداً وأعلى رتبة، وإنما ورد مورود التأكيد والقطع به، ولا يخفى على ذي الفهم محله من المبالغة كما في قول الرجل: إن يكن لي صديق فإنه فلان، يريد بذلك اختصاصه بالكمال في صداقته لا نفي الأصدقاء.

أقول: هذا الشرط من باب قول الأجير: إن كنت عملت لك فوفني حقي، وهو عالم بذلك، ولكنه يخيل في كلامه أن تفريطك في الخروج عن الحق فعل من له شك في الاستحقاق مع وضوحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>