٥٩٤٤ - عن أنس، أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر تحدثا عند النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة لهما، حتى ذهب من الليل ساعة، في ليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقلبان، وبيد كل واحد منهما عصية، فأضاءت عصى أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترقا بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه، فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله. رواه البخاري.
٥٩٤٥ - وعن جابر، قال: لما حضر أحد دعاني أبي من الليل، فقال ما أراني إلا مقتولاً في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن علي ديناً فاقض، واستوص بأخواتك خيراً، فأصبحنا فكان أول قتيل، ودفنته مع آخر في قبر. رواه البخاري.
ــ
باب الكرامات
الكرامات: جمع كرامة وهي اسم من الإكرام والتكريم، وهي فعل خارق للعادة غير مقرون بالتحدي، وقد اعترف بها أهل السنة وأنكرها المعتزلة، واحتج أهل السنة بحدوث الحمل لمريم من غير الفحل، وحضور الرزق عندها من غير سبب ظاهر، وأيضاً ففي لبث أصحاب الكهف ثلثمائة سنة وأزيد في النوم أحياء من [عرافه] دليل ظاهر. والمعتزلة بأنه لو جاز ظهور الخارق في حق الولي لخرج عن كونه دليلا على النبوة.
وأجيب بأنه تمتاز المعجزة عن الكرامة باشتراط الدعوى في المعجزة وعدم اشتراطها في الكرامة.
الفصل الأول
الحديث الأول إلى الثالث عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه:
قوله:((إن أصحاب الصفة)) هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مشاهيرهم على ما ذكره الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: أبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، وصهيب، وبلال، وأبو هريرة، وخباب بن الأرت، وحذيفة بن اليمان، وأبو سعيد الخدري، و [بشير] بن الخصاصية، وأبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيرهم، وفيهم نزل قوله