للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٩) باب الصلح]

الفصل الأول

٤٠٤٢ - عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، قالا: خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما أتى ذا الحليفة، قلد الهدي، وأشعر، وأحرم منها بعمرة، وسار حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها، بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل، خلأت القصواء! خلأت القصواء! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل)) ثم قال:: ((والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)) ثم زجرها، فوثبت، فعدل عنهم، حتى نزل بأقصى الحديبية علي ثمد قليل الماء يتربصه

ــ

باب الصلح

المغرب: الصلاح خلاف الفساد، والصلح اسم بمعنى المصالحة، والتصالح خلاف المخاصمة والتخاصم.

الفصل الأول

الحديث الأول عن المسور: قوله: ((عام الحديبية)) ((نه)): الحديبية قرية قريبة من مكة سميت ببئر هناك وهي مخففة الباء، وكثير من المحدثين يشددونها، وقد روينا في صحيح البخاري أن الحديبية خارج من الحرم. ((قض)): إنما أضاف العام إليها لنزوله صلى الله عليه وسلم فيه حين صد عن البيت في بضع عشرة مائة من أصحابه، أي مع ألف ومائة. وقد سبقت الرواية عن جمع من أكابر الصحابة بأنهم كانوا ألفا وأربعمائة رجل، وعن مجمع بن حارثة بأنهم كانوا ألفا وخمسمائة. انتهي كلامه. وهذا التمييز من الغرائب التي لم تعهد. قوله: ((حل حل)) ((خط)): هي كلمة معناها الزجر، يقال لزجر البعير ((حل)) بالتخفيف، وحلحلت الإبل إذا قلت لها: حل حل لتنبعث.

قوله: ((خلأت القصواء)) ((فا)): الخلأ للناقة كالجران للفرس، ولا يقال الخلأ إلا للنوق.

قوله: ((خلأت القصواء)) ((فا)): الخلأ للناقة كالجران للفرس، ولا يقال الخلأ إلا للنوق.

قوله: ((ولكن حبسها حابس الفيل)) أي الله تعالي. ((قض)): روى أن أبرهة لما هم بتخريب الكعبة واستباحة أهلها توجه إليها في عسكر جم، فلما وصل إلي ذي المجاز امتنعت الفيلة من التوجه إلي مكة، وإذا صرفت عنها إلي غيرها أسرعت مشيا. قوله: ((خطة)) (نهه)): الخطة الحال والأمر والخطب. ((قض)): المعنى لا يسألوني خصلة يريدون به تعظيم ما عظمه الله، وحرم هتك حرمته إلا أسعفتهم إليها، ووضع الماضي موضع المضارع مبالغة في الإسعاف.

قوله: ((فعدل عنهم)) أي مال عنهم وتوجه غير جانبهم، و ((الثمد)) الماء القليل الذي لا مادة له،

<<  <  ج: ص:  >  >>